آخر تحديث :الأحد-22 ديسمبر 2024-03:30ص

استروا عوراتكم برداء بن عزيز

الجمعة - 11 أكتوبر 2024 - الساعة 12:40 م
عبدالكريم صلاح.

بقلم: عبدالكريم صلاح.
- ارشيف الكاتب


في الفترة الأخيرة ظهرت حملة شعواء تستهدف الفريق الركن د. صغير بن عزيز، رئيس هيئة الأركان العامة في الجيش الوطني اليمني قائد العمليات المشتركة لقوات دعم الشرعية، وذلك بسبب تأخر صرف إكرامية الجيش. هذه الحملة لا يمكن النظر إليها إلا باعتبارها جزءا من جهود تشويه مدروسة تقف وراءها جماعات متسترة برداء الشرعية بقلوب حوثية مخلصة للكهنوت الامامي بالأضافة إلى أطراف أخرى متضررة من الإصلاحات التي قام بها الفريق الركن د. بن عزيز في الجيش الوطني. من الواضح أن هذه الأطراف لا تهدف إلى المصلحة العامة، بل تسعى لتأجيج الفوضى وإرباك الصف الوطني لأغراض سياسية وشخصية تخدم الحوثيين وأجنداتهم التخريبية.

الفريق الركن د. صغير بن عزيز ليس مجرد قائد عسكري عابر؛ بل هو رجل وضع نصب عينيه بناء جيش وطني حقيقي بعد الانقلاب الحوثي، وساهم بشكل كبير في إعادة ترتيب وهيكلة القوات المسلحة. قبل توليه المسؤولية، كانت الفوضى والفساد منتشرة في بعض وحدات الجيش، مما أتاح للفاسدين تحقيق مكاسب شخصية على حساب تضحيات الجنود والضباط. ولكن مع وصول بن عزيز إلى القيادة، عمل على محاربة هذه الفوضى بكل قوة، ونظم الجيش بطريقة أفسدت على الفاسدين خططهم وأطماعهم. لذلك فإن الهجوم عليه ليس وليد اللحظة، بل هو نتيجة مباشرة لجهوده في الإصلاح ومحاربة الفساد الذي كان ينهش في جسد القوات المسلحة.

تأخر صرف الإكرامية لم يكن ناتجا عن تقصير من الفريق الركن بن عزيز، وهو أمر يجب على الجميع أن يعلمه. إنما جاء نتيجة لظروف خارجة عن إرادته، وهو ما يعلمه كل من يعملون في الميدان. لكن بن عزيز ظل يعمل في صمت ويضع مصلحة الجنود فوق كل اعتبار، وهو ما انعكس مؤخرا في صرف الإكرامية للقوات المسلحة، مع ترتيبات لصرف إكراميتين إضافيتين في الأيام القادمة. هنا نتساءل: هل سيتقدم من انتقدوا هذا القائد بالشكر والامتنان على هذه الجهود؟ أم أن هدفهم الوحيد هو التشويه المستمر دون النظر إلى الحقائق والإنجازات؟

منذ توليه منصب رئيس هيئة الأركان وقائد العمليات المشتركة لقوات دعم الشرعية، قام الفريق الركن د. صغير بن عزيز بإصلاحات جوهرية لم يشهدها الجيش الوطني منذ سنوات. بفضل قيادته الحكيمة، أصبح للجيش اليمني قوة وطنية منظمة قادرة على مواجهة التحديات الأمنية والعسكرية التي تواجه البلاد، خاصة في ظل تهديدات الميليشيات الحوثية. هذه الإصلاحات لم تعجب الفاسدين، الذين كانوا مستفيدين من حالة الفوضى التي كانت تعم القوات المسلحة. هؤلاء الفاسدون يعرفون جيدا أن بن عزيز أغلق أمامهم الأبواب التي كانوا يسرقون من خلالها حقوق الجنود، ولهذا قرروا شن حملة التشويه هذه.

ليس خافيا على أحد أن الفريق الركن د. صغير بن عزيز رجل مخلص لوطنه، ويضع مصلحة الجندي والوطن في مقدمة أولوياته. شهدت القوات المسلحة تحت قيادته تطورا ملموسا على كافة المستويات، بدءا من التدريب والتجهيز وحتى تنظيم الوحدات العسكرية على أسس مهنية ووطنية، وهذا ما عزز من قدرة الجيش على مواجهة التهديد الحوثي المدعوم من إيران. ولولا هذه الجهود الحثيثة، لكانت الميليشيات الحوثية قد حققت تقدما أكبر في سعيها لفرض سيطرتها على البلاد.

يجب أن نفهم أن هذه الحملة ضد الفريق الركن بن عزيز ليست مجرد انتقادات عادية، بل هي جزء من مخطط أكبر يهدف إلى إضعاف الجيش الوطني وإرباكه في لحظة حساسة. الحوثيون يعرفون جيدا أن الجيش المنظم والقوي يمثل العقبة الأكبر أمام مشروعهم الطائفي، ولهذا يعملون بكل ما أوتوا من قوة على تشويه قادة هذا الجيش الوطني. وفي هذا السياق، فإن الحملة ضد بن عزيز ليست إلا محاولة لتفكيك هذا الصرح الذي بناه على أسس صلبة ووطنية.

على الجانب الآخر، نجد أن قيادة الشرعية اليمنية وقيادة التحالف العربي تدرك تماما من هو الفريق الركن د. صغير بن عزيز، وتعرف جيدا حجم التضحيات والإنجازات التي حققها منذ توليه هذا المنصب. بن عزيز هو رجل المرحلة، وقائد أثبت جدارته في ميادين القتال وفي مكاتب القيادة. بفضل جهوده وجهود الجنود الأبطال الذين يقفون بجانبه، تحقق العديد من الانتصارات على الأرض ضد الحوثيين.

ومما لا شك فيه أن هؤلاء الذين يهاجمون الفريق الركن بن عزيز اليوم سيختفون عندما يتضح للجميع أن كل ما يقوم به هو من أجل مصلحة اليمن وجيشه. لقد انكشفت هذه الحملات المغرضة أمام الشعب اليمني الذي يعرف جيدا من يقف إلى جانبه ومن يسعى لتدميره. الفريق الركن د. صغير بن عزيز ليس فقط قائدا عسكريا، بل هو رمز للوطنية والوفاء لهذا الشعب الذي يعاني منذ سنوات بسبب انقلاب الحوثيين وداعميهم.

في الختام، نؤكد أن المسيرة الوطنية لن تتوقف مهما حاول المغرضون تعطيلها. إن جهود الفريق الركن د. صغير بن عزيز في بناء جيش وطني قوي ستظل شوكة في حلق كل من يسعى لإسقاط اليمن في مستنقع الفوضى. وعلى هؤلاء الذين يقودون حملات التشويه أن يدركوا أن الشعب اليمني وجنوده الأبطال يعرفون الحقائق جيدا، وأنهم يقفون صفا واحدا خلف هذا القائد الوطني الذي جعل من استعادة الجمهورية واستقرار اليمن هدفه الأول والأخير.