في البداية نتقدم بكل عبارات الشكر ، والثناء ، والتقدير ، والإجلال ، والإحترام لكل معلم ، ومعلمة لا يزال ممسكاً بعنان فرسه يصول به ويجول في ميادين التربية التعليم ، لم يبارح سلاحه رُغم قساوة الظروف التي يكتوي بها ، ورُغم شدة الآلام التي يتجرعها ، ورُغم فتات المعاش الذي يتقاضاه .
فهؤلاء هم الفرسان الحقيقيون الذين يستحقون من المجمع اليوم أن يلتفت إليهم ، ويستحقون من الحكومة أن تهتم بهم .
هؤلاء هم الأبطال الجديرون بأن ترفع لهم القبعات ، وأن تنحي لهم الرؤوس ، وأن تطأطأ لهم الجباه ، وأن تكون لهم الحظوة في المجتمع
لكن - وللأسف الشديد - رُغم كل ما يبذله أولئك النبلاء للحفاظ على التعليم ، والإصرار على أداء واجبهم الوطني تُجاه أبنائنا الطلاب.....إلا أنهم في سلة المهملات !!
وهذا الإهمال المتعمد تُجاه هذه الشريحة يُنذر بكارثة حقيقية سوف تحل بالتعليم .
ومن هنا يتوجب على كل الغيورين التداعي لإيجاد حلولاً عاجلة لإنقاذ العملية التربوية والتعليمية.
ولعل المبادرات المجتمعية في الوقت الراهن هي الحل الأمثل ، والمجدي ، والمفيد..
وهناك مبادرات مجتمعية ناجحة في أكثر من محافظة ، بل وفي أكثر من مديرية تقدم بها المجتمع وكان لها الأثر الإيجابي في استمرار العلمية التربوية والتعليمية .
نتمنى من بقية المحافظات أن تستفيد منها ، وتحذو حذوها .
وقد كان لمحافظة حضرموت قصب السبق في هذا المضمار ، حيث بادرت وأسست صندوقاً للتعليم وتم دعمه بسخاء من الإيرادات المحلية وكانت تجربة رائدة ، ناجحة ، فاعلة .
واليوم قرأت خبراً أثلج صدري ، وأراح نفسي...
حيث قام العميد بشير سيف قايد غبير الصبيحي القائد العام لقوات درع الوطن بمبادرة تمثلت بصرف( ٢٠٠ ر. س) حافزاً لكل معلم في مديرية المضاربة ورأس العارة .
فهذه المبادرة تستحق الإشادة والشكر ، والثناء ، وجديرة بأن تُعمم ، خاصة وأنَّ هناك ألوية عسكرية منتشرة في جميع المحافظات بإمكانهم حصر المعلمين كلاً في إطار محافظته ، وتقديم الدعم الممكن لهم .
وفي المقابل تقع على مجالس الآباء ، والأمهات وأولياء أمور الطلاب ، والتجار ، والميسورين مسؤولية وطنية ، وأخلاقية للبحث عن مبادرات
مجتمعية تضمن استمرار التعليم ، وعليهم إشراك السلطات المحلية في المحافظات والمديريات وإلزامهم بإنشاء صناديق لدعم التعليم.
ومما تجدر الإشارة إليه أنَّ هناك مبادرة ناجحة قام بها الأهالي في مديرية مودية محافظة أبين تمثلت في توفير خطوط نقل للمعلمين إلى القرى النائية ، وهذه تجربة رائعة ، وممتازة تستحق الإشادة ، ونفذوا مبادرات لدعم تدريب المعلمين والمعلمات المتطوعات في بعض المدارس .
وبإمكان كل محافظة
ومديرية ، أن تبتكر وسائل
جديدة تضمن استمرار الدعم المجتمعي للتعليم
إنني لعلى ثقة مطلقة أنَّ المجتمع إذا وضع التعليم في سُلم أولوياته ...فسوف يجد ألف وسيلة ، ووسيلة لتقديم الدعم الممكن كي يتلقى أبناؤنا الطلاب التعليم المطلوب.
فهيأ نبدأ فالتعليم لا ينتظر ،،