آخر تحديث :السبت-21 ديسمبر 2024-04:27م

السابع من أكتوبر يوم فلسطين الكبير بلا مزايدات

الإثنين - 07 أكتوبر 2024 - الساعة 02:30 ص
د. لمياء الكندي

بقلم: د. لمياء الكندي
- ارشيف الكاتب



بعيدا عن لغة التخوين والاتهام وقذف الانظمة العربية بالتخاذل عن نصرة شعب فلسطين. 


وبعيدا عن لغة التمجيد والتزييف والتلميع لما يسمى بمحور المقاومة. 


أرى أن أخصص هذا المقال للحديث عن السابع من أكتوبر بهويته الفلسطينية بدون اعطاء اي فضل او اي لوم او شتم وتخوين لأحد. 


فالسابع من أكتوبر يوم فلسطين الخالد ملحمة الشعب المقاوم في وجه أكبر عملية استلاب مادي ومعنوي وحقوقي قد يتعرض لها أي شعب على مدى التاريخ. 


ما يزيد عشرون عاما مضت من تاريخ القضية الفلسطينية بعد الانتفاضة الثانية وفلسطين وشعبها تعيش حالة عزلة تامة عن العالم انفصال معنوي للضمير العالمي تجاه ما يمر به شعب فلسطين توجهت سياسة القرار الدولي نحو الضغط على المحيط الإقليمي والعربي باتجاه الاعتراف بأسرائيل.


 فتحولت القضية الفلسطينية من قضية شعب محتل يواجه اعتى فصول الارهاب والقمع الى قضية منسية في الوجدان العربي والضمير العالمي وتم الترويج لإسرائيل  كضحية كونها محاطة بطوق إقليمي رافض لحقها في الحياة.


ما يزيد عن عشرون عاما قضتها غزة الفلسطينية

وهي تتجرع مرارة الحصار والخنق والفقر والتجويع، وعاشت معها القضية طور النسيان بأن ثمة شعب يقهر وارض محتلة ومقاومة محاصرة ومحاربة محليا وإقليميا ودوليا. 


كان لابد لحركة التاريخ لشعب محتل أن تعدل من مسار توجهها بما يضمن إحياء القضية وإعادة صياغة المشهد لصالحها رغم الخذلان والتأمر والوجع، من هنا كان طوفان الاقصى هو الحدث الفلسطيني الكبير الذي أعاد فلسطينية فلسطين وأعاد لحمة شعبها وتضحياته الى مسار المقاومة الطبيعية في سبيل الخلاص من الاحتلال وتسجيل رقم مميز من تاريخ البطولة في زمن الرضوخ. 


يسجل التاريخ تاريخ ثورات الشعوب وانتفاضاتهم كوسام شرف لأبناء البلد المحتل، وكان لزاما على شعب فلسطين ان يصدروا للتاريخ المعاصر في زمن الهيمنة الامريكية الإسرائيلية وسام شرف لهم وللأمة ككل. 


السابع من أكتوبر رغم ما ترك من مأساة تعرض لها الشعب الفلسطيني عقب هذا الحدث إلا أنه شق الطريق نحو استعادة الدولة الفلسطينية.


 كشف عن وحشية الكيان الصهيوني وأحدث هزة في الضمير العالمي نحو ضرورة حل القضية الفلسطينية. 


ويبقى أهم إنجاز السابع من أكتوبر أنه أعاد للجيل العربي المغيب عن القضية من جيل الألفين وما بعده الوعي بروح الانتماء العروبي لفلسطين وشعبها وحقهم في المقاومة والدفاع عن أرضهم وتحريرها.


 كما اكسب الشعب الفلسطيني تعاطف شعبي عالمي وتضامن رافقه إبراز صورة الوحشية الصهيونية والامريكية في التعامل مع شعب يكافح كي يعلن حقه في استعادة أرضه ودولته بل وحقه في البقاء وفي الحياة. 

ويبقى السابع من أكتوبر هو البوابة التي من خلالها سيعبر الفلسطينيون نحو دولتهم مهما كانت خسارتهم ومها أظهرت إسرائيل من وحشية وإرهاب فلابد من ولادة عاجلة لدولة فلسطين المستقلة رغم قساوة المشهد وعمق التضحيات فهذا قدر الشعوب المقاومة ولا عزاء للجبناء.