من يعود لتاريخ يدرك كيف ساهم العرب بالتمدد الإيراني في الوطن العربي بغبا سياسي لن يعفيهم منه الأجيال القادمة فايران الفارسية لا تتعدى التسمية التاريخية لما كان يعرف قديما بالامبراطورية الفارسية والتي انتهت على يد الفتح الإسلامي فالقومية الفارسية لا تتعدى العشرين بالمائة من عدد سكانها وهي عبارة عن شعوب وجدو من التشيع غطاء يقيها التفكك المجتمعي المتنوع عرقيا .
فالمرشد الخامنئي ليس فارسي وإنما هو اذري وهو الحاكم العسكري والسياسي لإيران متخذا من المذهب الشيعي مصدر مهم لفرض نفوذه وهو النفوذ ذاته الذي ساهم بتمدد الإيراني داخل الدول العربية في ظل تفشي ثقافة التكفير لشيعة العرب ما دفعهم بالتبعية الكاملة لإيران باعتبارها داعما أساسيا لحمايتهم من الصراع الطائفي وهو ما يعكس فشل القيادات العربية من تفكيك المكون العربية الشيعي وما قد يشكله من خطر على الوطن العربي ما يعزز من هيمنة إيران ما يتيح لها فرصة مد نفوذها السياسي في الأوساط العربية .
وهو ما كاشفة الكاتب المصري عبدالحليم قنديل عن الأسباب التي جعلت من إيران دولة مهيمنة على حساب الدول العربية مجتمعة خاصة أن المناطق التي تهيمن عليها طهران في الوطن العربي كان حتى نهاية الستينيات مركز نفوذ مصري باعتبار مصر الناصرية كانت ممسكة بالخيوط العربية وكانت تلعب دور سياسيا توافقي يخدم سياسية نوذ العرب على الجغرافيا العربية فالجيش المصري كان المهيمن على باب المندب .
وكانت مصر هي من تتولى مسؤولية الدفاع عن القضية الفلسطينية وكانت الحضن الدافئ لبنان وسوريا قبل توحدها مع سوريا وبعد انفصالها ولم يكن في حينها اي تمدد ايراني أو تركي على الوطن العربي لا تحت الخطاب الطائفي ولا العرقي ومن يعود للحرب العراقية الإيرانية يدرك أن الشيعة العراقيين كانو نواة الجيش العراقي بمواجهة إيران في ظل هوية القومية ورغم مساعي إيران لتجنيد الشيعة العراقيين لأنها فشلت في وضع قدم لها داخل العراق .
ماريد الوصول إليه هو أننا بحاجة إلى مشروع عربي يحمل رؤية تعزيز المواطنة المتساوية على أساس الهوية القومية العربية وكبح الخطاب الديني المبني على التكفير وعلينا أن نتعلم من الماضي وما خلفه الصراع السني والشيعي على الهوية الوطنية للعرب بدل من تعزيز الانقسام العربي على أساس طائفي لكي نتلافى الأخطاء الذي تقف وراء تمدد النفوذ الإيراني أو التركي على حساب هويتنا القومية .
خاصة أن التجربة التي نعيشها اليوم باتت واضحة لمن يريد أن يدرك اسباب تحول النظام العربي إلى نظام هش أمام مخاطر التوسع الإيراني الذي استثمر الفشل السياسي للقيادات العربية باعتبارها سمحت بظهور الخطاب الطائفي الذي خدم طهران ونظامها السياسي لاستثمار غياب مشروع عروبي يمنع تفتت الدول الغربية على أساس مذهبي لتقدم نفسها لشيعة العرب على أنها الحامي والمدافع عنهم من استهداف السنة لهم كشيعة لتجعل منهم خناجر مسمومة تهدد الاستقرار العربي وتمنع تطور دولنا .
غياب مصر وتراجع الخطاب العربي الى غياهيب التاريخ وأحيا الصراع المذهبي على أساس سني شيعي والتخلي عن الصراع العربي الصهيونية لم يؤسس الا مزيد.من الانهيار للعرب في حين ساهم بتقوية النظام الإيراني على حساب العرب ما جعل من إيران قوة رغم أنها لم تقوم بأي حرب مباشرة ولا غير مباشرة بجيشها مكتفية بتسخير الشيعة العرب باعتبارهم اوراق تعزز بها نفوذها السياسي أمام القوى الدولية وهو ما قاله خالد مشعل القيادي بحماس عندما قال إن إيران تمد يد المساعدة لحماس وغيرها من فصائل المقاومة الفلسطينية لتقول الإسرائيلي هنا حدودي .
ورغم إدراكه المساعي الإيرانية وراء دعم الفصائل لانه قال نحن مجبورين لأن النظام العربي الرسمي رفض دعمنا لتحرير فلسطين ولم تعد فلسطين تمثل له أهمية أمام مساعي التطبيع مع الكيان الغاصب لفلسطين .
وفي الختام اقول مالم يكن لنا هوية قومية توحدنا بغض النظر عن الطائفة فلن نتجاوز الهامش الذي تشهده ولا يمكن لنا من منع تمدد القوى الدولية على حساب أوطاننا ولن يهابنا أحد
فهل يتعلم العرب من فشل مصر بتجربتها من التطبيع مع الكيان التي لم تورث لمصر الا تقوقع فقدت من خلاله نفوذها الإقليمي والعربي لتملأ طهران الفراغ الذي تخلت عنه مصر نتيجة التطبيع لتظهر إيران دولة إقليمية مهيمنة بينما انكفأت مصر على نفسها