في العشرينيات من هذا القرن كان للعرب فكر سياسي وان كان منقسم مابين الدعوة للقومية والاممية يقابلهم خطاب ديني متزن غير شعبوي يدعو إلى إعادة إحياء الخلافة كهوية إسلامية وغاب عنها الطائفية رغم أن السنة والشيعة هم أنفسهم لم يتغيرون.
وأنا هنا لا أقول إن ثقافة العنف بين دعاة الأفكار بكل مكوناتها لم.تكن موجودة وانما كان هناك قيم وأخلاق وفق كل نهج سياسي وهي قيم هادفة إلى ثابت واحد وهو كيف نتوحد بغض النظر عن خفايا ما يحمله كل مكون سياسي ضمن ثوابت أساسية معروف لا يمكن تجاهله وهو تحديد العدو الإسرائيلي باعتباره عدو لايمكن تجاوزه أو التغطية عليه .
قد يأتي من يقول إن هذه الأفكار الثالثة والتي عرفت بـ الأممية المتجسدة باليسار الماركسي والقومية العربية و الإخوان باعتبارهم هم من شكلوا سياسية تلك الحقبة إلا أن هناك ثابت يجمعهم وهو تحديد العدو الإسرائيلي باعتباره العدو الأساسي ومحاباته أو الوقوف بوجه اي فصيل مقاومة يعد خيانة وهذا ما مميز نخبة الفكر في حينه ..
ولكن ماذا عن المشهد السياسي اليوم وخاصة الخطاب الديني في ظل تراجع المد القومي والاممي وما تعرضت له جماعة الإخوان من قمع وتشريد لتتضح معالم جديدة في خطاب مبني على أساس طائفي مهمته تفتيت العرب تحت ستار ضبابي يخدم الصهيونية أكثر من كونه خطاب ديني يهدف لإصلاح حال الأمة الإسلامية.
خطاب لا ثوابت له ولا يرى الصهيونية باعتبارها عدو ولا يحمل رؤية لمحاربتها بقدر ماهو مهتم بإثارة الأحقاد والكراهية يتحرك ضمن مخطط كيسنجر الداعي لإحياء الصراع بين العرب و المعروف بالهلال السني الشيعي ولم يقف عند هذا الحد بل تطور وتشعب نحو عصبية مقيتة عرفت بانها جماعة تكفر كل من يخالفها ليذهب بعض دعاتها إلى تصنيف الصهيونية بأنها أقل خطر على الدين من حماس أو الجهاد الإسلامي رغم أنها حركات سنية أما الشيعة فحدث ولا حرج .
ويخرج البعض يحتفل بقتل الصهاينة لهنية ومثله حسن نصرالله بل ذهب البعض باعتبار قتلهم انتصار للدين الإسلامي وهو ما أثارني متسائلا متى كان اليهود ينتصرون للإسلام ايها الحمقاء ومتى كان العربي يناصر اليهود على العرب فالإسلام حدد اليهود وفق القرآن الكريم بأنهم أشد عداوة والعربي لا يخون العربي فهل يعقل هؤلاء المتصهينين