آخر تحديث :الأحد-22 ديسمبر 2024-08:38م

السقوط الاكبر في بيان حزب اللات

الإثنين - 30 سبتمبر 2024 - الساعة 12:36 م
فيصل الصفواني

بقلم: فيصل الصفواني
- ارشيف الكاتب


ماقامت به اسرائيل من اجهاز مفاجئ ومتسارع على قيادة حزب اللات في جنوب لبنان لايعني إنها تقدم خدمة للحكومة اللبنانية ولا اي دولة عربية اخرى ، اسرائيل لاتخوض حرب الا لمصالحها الخاصة.
 لكن الفعل الذي قامت به ابهج نصف سكان الوطن العربي وخصوصا اللبنانين الذين خرجوا الى شوارع بيروت يبتهجون بالزغاريد وتوزيع الحلوى ولانلومهم في ذلك بل اشاطرهم شخصيا نفس المشاعر خصوصا بعد ماسمعت بيان الحزب في نعي رئيسه.
ماورده بيان نعي الحزب لرئيسه جعلنا ان ندرك ان الهزيمة الحقيقية والسقوط المدوي للحزب وقيادته لاتكمن في تفوق الجيش الاسرائيلي، بل في تنصل الحزب عن هوية لبنان وتاكيد تبعيته للهوية الايرانية وليس لاجندة ايران السياسية فقط كماكنا نظن.
  فالبيان الذي اصدره الحزب يوم امس ..ابتداء بما نصه" ننعي سماحة السيد ....رئيس جمهورية إيران باستشهاد القائد المجاهد حسن نصر اللات..."
هذا البيان لم ينعي الشعب اللبناني ولم يتطرق اليه بكلمه واحدة،وكأن هذا البيان بهذه الصيغة يؤكد ان حزب اللات قاعدة عسكرية ايرانية محتلة لجنوب لبنان، ولايتصل بالنسيج اللبناني باي حال من الاحوال، فكيف نعيب على أبناء لبنان احتفائهم بهذا الحدث.
ومن جانب اخر نقول للمتباكين على حسن نصر اللات ان مقتله على يد اسرائيل لايمنحه الشرف في نظر الشعب اللبناني واجياله القادمة ولا في نظري كانسان عربي مهما كانت كراهيتي لاسرائيل. 
ساتفق معكم ان حسن نصر اللات قتل على يد اسرائيل، وان حزب اللات خاض حربا مع اسرائيل.
ولكن هناك امرا بالغ الاهمية ينبغي ان ندركه ويقر به المغمورين بمشاعر العداء لاسرائيل .
وهو ان حزب اللات لم يخض حربه مع اسرائيل وفق إستراتيجية الشعب اللبناني واهداف حكومته الوطنية .
 وانما خاضها باسم المقاومة السياسية التي تديرها وتحصد مكاسبها قيادة طهران. 
فالواضح ان إيران تستخدم العراق واليمن ولبنان كباش فداء لمصالحها المرتبطة في صراعتها الاقليمية واجندة ملفها النووي مع الغرب.

ليس هذا فحسب بل ان سقوط حزب اللات في اقل من اسبوع منذ دخوله حرب مباشرة مع اسرائيل، برهن على زيف دعواه في مناصرة غزة ودعم الحق الفلسطيني.
لان مقاتلي حماس في غزة استطاعوا الصمود قرابة سنة كاملة في مواجهة اسرائيل ومعها حلف الناتو رغم الحصار المفروض على غزة مسبقا.
 لكن المدعون مناصرة غزة لم يصمدوا اسبوع واحد في جنوب لبنان، ليس لانهم ضعفاء ولا لوجود خونة بينهم كما يبرر البعض، ولكن لإنهم يفتقدون المشروعية الحقيقية للحرب ويفتقدون الحاضنة الشعبية الذي يشعرون ان الحرب تعبر عنهم وعن حقهم في الحياة الامنة والكريمة.

واهم مايمكننا ان نتعظ به من هذا الحدث، ان حزب اللات لم يدخل الحرب مع اسرائيل الا بعد ان خاض حربا كارثية مع ابناء الشعب اللبناني على مدى عقود مضت من الزمن وصادر حقهم في بناء الدولة التي تمثل حاجياتهم الاستراتيجية محليا واقليميا.
والمعلوم ان اي حزب او قيادة تنتهك ادمية مواطنيها في الداخل وتصادر حقوقهم وتهرب الى حروب خارجية لايمكن ان تصنع نصرا مهما اوتيت من امكانيات القوة، ولايمكن لهذا النوع من القيادات ان يحتفظوا لانفسهم بمكانة تاريخية في ذاكرة شعبهم واجياله القادمة ولو قتلوا على يد الشيطان نفسه.