آخر تحديث :السبت-21 سبتمبر 2024-11:05م

قراءة في تاريخ ونضال العاقل عمر بن سالم الدماني !

السبت - 21 سبتمبر 2024 - الساعة 01:16 م
الخضر البرهمي

بقلم: الخضر البرهمي
- ارشيف الكاتب



إلى اولئك الذين يدعون الوصاية على التاريخ والنضال والوطنية في المنطقة الوسطى بأبين ، إلى فلاسفة النضال البارد في المديريات الشرقية من عاصمة المحافظة زنجبار ، بكل هدوء وسكينة عظم الله اجركم في وطنكم ونضالكم وعساكم دوم بخير ، مادفعني للكتابة عن هذا القومي الرمز  القبيلي المناضل العاقل عمر بن سالم الدماني شيخ مشائخ عواذل دمان ، إلا طمس الحقيقة وضياعها من الأجندة في ظل زحمة البراميل الفارغة التي تتعالى أصواتها ولا سوى لها إلا الضوضاء والضجيج !

لايوجد هناك أقسى من الكُتاب والمؤرخين حينما يكونوا منحازين غير منصفين في كِتاباتهم العمياء وتصوراتهم المليئة بالظلم والتعصب ، هذا التعسف الأدبي صار يطرح العديد من الاستفسارات لدى المختصين في أدبيات التوثيق والتاريخ ، ويحصد إجابات مختلف الأبعاد بين النقيضين !

يهمنا هُنا هو تسليط الضوء على المناضل الجسور العاقل عمر بن سالم الدماني حين استطاع آنذاك أن يحاصر القوات البريطانية 8 أيام وأن يقطع عليها الأمداد والتموين من التقدم نحو منطقة دمان بسلاحه العادي إلى جانب مجموعة من المناضلين الشرفاء الأحرار ! 

 أرسلت قوات الأحتلال وفد إلى العاقل عمر بن سالم الدماني للتفاوض معه بشأن السماح لها بشق الطريق للدخول إلى منطقته بامان ولكن العاقل الدماني رفض ذلك ، وعلى أثره أرسلوا برد العاقل إلى المندوب السامي في عدن ، وتلقوا الأوامر بالعودة إلى مقر السلطنة العوذلية ، حيث أرسل المندوب السامي وفداً برئاسة السلطان صالح بن حسين العوذلي للتفاوض مرة أخرى ولكن العاقل المناضل عمر بن سالم كرر رفضه وهاجمهم بكلمات نابية دفاعاً عن أرضه وعرضه !

بعدها أصرت قوات الاحتلال  التقدم على منطقة دمان بقوة عسكرية كبيرة حيال رفض العاقل الدماني لأوامر المندوب السامي ، وعلى الفور دارت معركة حاسمة في تاريخ 11/ نوفمبر 1953م في منطقة أموركا استمرت لمدة 6 ساعات تصدت قبيلة الدماني بقيادة عاقلها عمر بن سالم للغزو الغاشم وأجبرته على التراجع وعودته من حيث أتى !

هؤلاء هم الأبطال الشرفاء ومن دون مقابل ، أما اليوم وفي زمن أيديولوجيات النضال الجديد عندما يتحول الإنسان إلى وسيلة وليس غاية ، تفقد المفردات مدلولاتها وتتحول كل هذه المظاهر إلى وهم وخيال ولربما طلبنا نمور وقرود عسكرية بالتبني للحفاظ على ماتبقى من هويتنا وتاريخنا ، ففاقد الشيء لايعطيه عندما تحول وفقد جوهره في ماضيه ، ليظل مظهره حاضراً ومستقبلاً مناضلاً فارغاً من أي مضمون !