آخر تحديث :السبت-23 نوفمبر 2024-10:41ص

يا تربية حضرموت أنقذوا التعليم

السبت - 21 سبتمبر 2024 - الساعة 12:16 م
ياسر علي

بقلم: ياسر علي
- ارشيف الكاتب


لدينا اليوم مشكلة في التعليم الكل يتحدث عنها في كل مكان، في المدارس وأروقة التربية والتعليم، والشوارع، والمنتديات الخاصة، ولكن لا أحد يتحرك لحل هذه المشكلة؛ إن هذه المشكلة تكمن في وجود أجيال اليوم لا تجيد ولا تحسن القراءة والكتابة في مختلف المراحل التعليمية ومنها المرحلة الجامعية، إلا من رحم ربي، فوجود طالب جامعي لا يجيد القراءة والكتابة ليس مشكلة الجامعة، بل هي مشكلة التربية والتعليم، وهي تبدأ من الصف الأول من التعليم الأساسي، وتستمر معه إلى أن يصل الثانوية ويتخرج منها، إلى أن يصل الجامعة وهو شبه أمي يحسن القليل من القراءة والكتابة، وهذا ما يلمسه المحاضرون في الجامعة.
إن المناهج التعليمية الحالية دمار للأطفال على المدى القريب والبعيد، فأسلوب التعليم في حضرموت يعتمد على الكم وليس الكيف، فالطفل عند التحاقه بالصف الأول يفاجأ بكم هايل من الدروس التي لا تترك له مجالاً للتنفس أو اللعب أو الاستمتاع بالدراسة، وحمل المنهج الدراسي على ظهره لمسافات طويلة مرتين في اليوم حيث يصل إلى منزله وهو يشعر بالجوع والعطش والإنهاك الجسدي.
لذا لابد من وقفة جادة من قبل قيادة التربية والتعليم ومن خلفها السلطة المحلية في حضرموت لنكون نموذجاً يحتذى به في بقية المحافظات، لذا لزاماً عليكم أن تسعوا لتغيير الواقع الحالي للتعليم في حضرموت من خلال التخفيف من المنهج خاصةً من الصف الأول إلى الصف الثالث والتركيز في هذه المرحلة على ثلاث مواد فقط وهي اللغة العربية والرياضيات البسيطة، ودمج القران مع الإسلامية، وكذا التخفيف من المواد التعليمية في بقية المراحل الدراسية الأخرى.
حينها سيكون لدينا جيل يجيد القراءة والكتابة واجراء العمليات الحسابية والتحلي بالآداب الإسلامية في سن مبكرة، مما يسهل عليه تلقي بقية العلوم الأخرى بكل يسر وسهولة في بقية المراحل التعليمية، فطالب لا يجيد القراءة والكتابة وإجراء العمليات الحسابية البسيطة، فهو تلميذ غير متعلم وشبه أمي؛ وأتمنى أن يبدأ العمل من الآن ليطبق في العام الدراسي المقبل، فإن لم تفعلوا فأنتم ترتكبون جريمة بحق أجيال قادمة، سبقتها أجيال أصبحت ضحية لهذا المنهج الدراسي الذي يبدو أن من وضعه كان ليس بكامل قواه العقلية؛ فيا تربية حضرموت أنقذوا التعليم.