آخر تحديث :السبت-21 سبتمبر 2024-10:38م

ستارلينك و التحول الرقمي في الجامعات اليمنية

السبت - 21 سبتمبر 2024 - الساعة 06:57 ص
زكي جمال عبده

بقلم: زكي جمال عبده
- ارشيف الكاتب



تُعد خدمة ستارلينك التي أعلن عن دخولها مؤخرا ، واحدة من التطورات الرائدة في عالم الاتصالات والمعلومات، إذ تتيح هذه الخدمة الاتصال بالإنترنت عالي السرعة بواسطة الأقمار الصناعية في المناطق النائية، حيث تفتقر البنية التحتية إلى شبكات الإنترنت التقليدية، لذا إدخال هذه الخدمة في اليمن كأول دولة في الشرق الأوسط يشكل نقلة نوعية ليس فقط في مجال الاتصالات والمعلومات، بل أيضًا في مجالات التعليم بالجامعات والمعاهد المهنية والسعي نحو التحول الرقمي.

تأتي خدمة ستارلينك في بلد يعاني من تدهور البنى التحتية التقنية وتحديات الوصول إلى الإنترنت لتكون الحل المناسب وفي الوقت المناسب، لأنها تتيح للطلاب والباحثين الأكاديميين الوصول إلى الإنترنت بسرعة عالية وبتغطية أوسع، مما يساعدهم في تحسين التعليم والتعلم والبحث العلمي.

وبهذا يمكن للجامعات والمعاهد أن تتبنى أنظمة تعليمية متطورة تعتمد على التعليم الإلكتروني والتعليم المدمج، الذي يسهم في رفع مستوى التعليم الجامعي وتسهيل الوصول إلى الموارد العلمية ومشاركتها عالمياً. 

ولكي تتمكن الجامعات والمعاهد من الاستفادة القصوى من خدمة ستارلينك، يجب على وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والتعليم الفني والتدريب المهني أن تعتمد ميزانية خاصة لتجهيز البنية التحتية في الكليات والمعاهد التابعة لها، ويتطلب التحول الرقمي إنشاء مراكز بيانات متطورة، وتوفير أجهزة حاسوب وخوادم تدعم النظام التعليمي الرقمي، بالإضافة إلى تعزيز شبكة الإنترنت داخل حرم الجامعات، وإدراج برامج التحول الرقمي ضمن الخطط المستقبلية للوزارة إذ سيكون خطوة حيوية لتحسين جودة التعليم في الجامعات اليمنية وجعلها قادرة على المنافسة مع الجامعاتالعربية.

ومع توفير انترنت مستقر وعالي السرعة، يجب على الجامعات الاستفادة الكاملة من هذه الخدمة لتحقيق التحول الرقمي، من خلال تحديث المناهج الدراسية واعتماد الأساليب التفاعلية والتقنية، والانتقال من التعليم التقليدي إلى التعليم الرقمي، وتأهيل الكادر الأكاديمي ليتمكن من استخدام أدوات التعليم الإلكتروني بشكل فعّال، والتحول من المدرس التقليدي إلى المدرس الرقمي وهو الأمر الذي يتطلب تدريبًا شاملًابمجالات استخدام التكنولوجيا الحديثة في التعليم، مثل منصات التعلم عن بعد وأدوات التعليم والتقييم الإلكتروني.

إن التوسع في ادخال خدمة ستارلينك لتشمل جميع الكليات بمختلف تخصصاتها سيضمن تعزيز الوصول إلى التكنولوجيا بشكل متساوٍ في جميع الأقسام والتخصصات.

ولضمان تحقيق عدالة الفرص لجميع الطلاب والموظفين الأكاديميينيجب أن تكون هذه الخدمة متاحة ومتوفره دائمًا، لتسهم في عملية إجراء الأبحاث العلمية والمشاركة في الدورات التدريبية عبر الإنترنت، والعمل على المشاريع البحثية المشتركة مع باحثين من دول أخرى، مما يعزز جودة التعليم ويجعلهم أكثر جاهزية للالتحاق بسوق العمل المحلي والخارجي دونوجود أي عوائق تقنية.

وأخيراً، إن إدخال خدمة ستارلينك في اليمن يمثل فرصة ذهبية للتغلب على تحديات البنى التحتية في مجال الاتصالات والتعليم واستغلال وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والتعليم الفني والتدريب المهني هذه الفرصة لتحسين التعليم الجامعي من خلال التحول الرقمي أمر في غاية الأهمية.