آخر تحديث :الجمعة-20 سبتمبر 2024-10:11م


هل أتاك نبأ الجامعة الإسلامية في تل أبيب ؟

الجمعة - 20 سبتمبر 2024 - الساعة 02:53 م

د. سعيد سالم الحرباجي
بقلم: د. سعيد سالم الحرباجي
- ارشيف الكاتب



أظنُّ أنَّ كثيراً من شبابنا لا يدرون عن تلك الجامعة التي أسسها اليهود في إسرائيل ، ولم يقرؤوا عنها  ، ولم يسمعوا بها ، ولم يتابعوا أخبارها .

والحقيقة أنَّ اليهود يعون تماماً ما للخطاب الديني من تأثير على الشعوب ، وصناعة وعيها ، وإيقاظ همهما ، وتأجيج مشاعرها .

لذلك كان كل ذلك في الحسبان بالنسبة لمخططيهم .
ففي السادس من حزيران عام  ( 1956م ) 
أسسوا جامعة في قلب تل أبيب أطلقوا عليها أسم ( جامعة تل أبيب الإسلامية )  نعم أطلقوا عليها هذه التسمية ( جامعة تل أبيب الإسلامية)
هذه الجامعة تحمل الصفة الإسلامية ، وتدرس كافة العلوم الإسلامية.

تهدف  تلك الجامعة إلى استقطاب الشباب المتميزين ، الأذكياء ، الفطناء من ( يهود ، ومسلمين )  ثم يعملون على إعدادهم إعداداً عالياً  متكاملاً بحيث يتخرج الشاب من تلك الجامعة بعقلية يهودية ، وبفكر صهيوني ، وبنهج ماسوني ، وبهيئة إسلامية .

يمكث الشباب المستهدفون في تلك الجامعة فترة طويلة حتى يتقنوا  اللغة العربية الفصحى ، ويحفظوا علوم الشرع حفظاً متقناً .
إلى جانب ذلك يخضعون  لعملية تدريب ، وتأهيل عالية الدقة بإشراف علماء نفس ، وعلماء إجتماع ، وعلماء سياسة ، وخبراء في مجال الاتصال والتواصل ، وخبراء في مجالات مختلفة ...
  يشرف الموساد إشرافاً مباشراً على كافة أنشطة الجامعة ، وهو من يحدد الأهداف ، ويرسم الخطط ، ويوجه الخرجين ، ويتابع ويقيم الأداء في الميدان .

وحينما يطمئن القائمون على تلك الجامعة أنَّ الشباب قد أصبحوا جاهزين لتأدية  الدور المناط بهم ....يتم  بتوزيعهم على الأمصار ، والقرى على امتداد  الساحة الإسلامية والعربية ( كدعاة ، وقضاة ، ومرشدين ، وأساتذة جامعات ورواد لأعمال خيرية  وووو )  ثم يزودونهم  بالأموال  ، ويتبنون مشاريع ذات طابع إنساني ، وخدمي ، وتعليمي ، وصحي وغيرها ....وذلك حتى يكسبوا ود العامة ، وثقتهم ، وحبهم  واحترامهم ، ويكون  لهم اتباع ومريدون ....
ثم يقومون بدس السم في العسل ...فيتحينون الفرص لبث عوامل  الفرقة ، وتوسيع هوة الصراع ، ونشر الإشاعات ، وإثارة نقاط الخلاف ، وتأجيج الفتن ، وإشعال الحروب ، ونشر الرذيلة ، وتجنيد العملاء وووو..

وإلى جانب هذا كله تتاح لهم الفرص عبر القنوات الفضائية ، ويتم تسليط الإعلام على أنشطتهم ، وتحركاتهم ، وفعالياتهم ، ويسدل عليهم الألقاب ، ويتم الترويج لهم كعلماء لا يشق لهم غبار .

ربما تابع الكثيرون كيف ظهر( فجئة ) دعاة يجيبون الأرض مشارقها ومغاربها وتقوم  قنوات فضائية مشهورة بنشر  أنشطتهم ، وفعالياتهم ، وتحركاتهم ، ويسلطون الأضواء عليهم لخطف أنظار الشعوب .

يذهب الخريجون  إلى الدول المستهدفة بأسماء وهمية  فيطلق عليهم  ألقاب مثل ( أبو مصعب الشيشاني ) أبو بلال الجزائري) إلخ ..

وكمثال حي على ذلك ما فعله اليهودي( بنيامين أفرايم ) والذي  انتحل صفة إمام مسجد في ليبيا تحت اسم “أبو حفص” وقد اعترف بعضويته في جهاز الموساد .

و عادة ما يتم إعداد هؤلاء المجندين ليتحوَّلوا لقادة منظمات مسلحة متطرفة ... وتجربة تنظيم القاعدة وأخواتها  ما تزال ماثلة أمامنا حتى اللحظة .

والكل  يعي  كيف  كانت 
تلك التنظيمات تهز العالم 
العربي والإسلامي ، وتسقط المدن ، وتقيم إمارات إسلامية ، وتشوه الدين بإصدار أحكام إجرامية ، وسلوكيات شاذة لا يقبل بها عقل ، ولا منطق.
  ( للأسف كل ذلك يتم باسم الدين ، والمنفذ لكل ذلك الخراب  " أبو علان ،. وأبو زعطان  ) .

واليوم أختفت كل تلك الإمارات ...وكأنها قطعة ثلج تعرضت للفحة من شمس فذابت ...
 وذلك لأن المخرج مشغول بقضايا جديدة لم يتمكن من إعادة ترتيب أوراقه .

وفي المقابل هناك دعاة آخرون لا يقلون خطورة عن قادة تلك التنظيمات الإرهابية ..  ينخرون في جسم الأمة ، وليس لهم هم إلا إشعال حرائق الخلافات ، وإدخال العامة في متاهات لا أول لها ولا آخر ، ويظهرون الإسلام بمظهر الجمود ، والتطرف ، والغلو ، وربما وصل الأمر ببعضهم 
إلى تكفير من يخالف آرائهم .

ولعل طوفان الأقصى قد أخرج تلك الأفاعي المسمومة من جحورها ، وساق تلك النسور الجارحة من أوكارها ، وخلع ملابس الزيف عن أصحابها ...فتعرى كل أولئك المتلبسين بلباس الإسلام على مرأى ومسمع العالم أجمع .

تجلى ذلك بوضوح  باصطفافهم  القذر مع الصهاينة ، والحملات الممنهجة ، المسعورة ضد المقاومة في غزة .
فتحولت كثير من منابر الرسول إلى دعاية وتحريض ، وهمز ، ولمز ، وغمز ،  بل وفي كثير من الأحيان إلى دعاء لإهلاك المقاومة .

فهل نحتاج إلى دليل أبين ، وأوضح ، وأدق من هذه الفضائح التي تنقلها أعرق القنوات الفضائية دون خجل ، ولا حياء ؟
هل تحتاج قضية كقضية عزة  ، ومقاومة الشعب الفلسطيني لليهود إلى إثبات العمالة والإرتزاف ..

المسلمون اليوم  على مفترق طرق ....
إما أن تقف إلى جانب إخوانك المسلمين ، المستضعفين ، المعتدى عليهم ، المنتهكة أعراضهم ، المدنسة مقدساتهم ، المحتلة أرضهم.   

أو أن تقف في خندق النفاق ، وتصطف في طابور العمالة والإرتزاق .
هما طريقان لا ثالث لهما .

إنه طوفان الأقصى ،،،
الذي تماااايزت به الصفوف .