آخر تحديث :الجمعة-20 سبتمبر 2024-12:43ص


هدِّئ السرعة: قدَّامك مقراط

الخميس - 19 سبتمبر 2024 - الساعة 10:35 م

احمد مهدي سالم
بقلم: احمد مهدي سالم
- ارشيف الكاتب


علي منصور مقراط.. صحفي نشيط.. عشق الصحافة والإعلام منذ بداياته الأولى، وتدرج في مسالك الصحافة ساعيًا إلى تحقيق حلمه في أن يكون صحفيًّا مشهورًا، لامعًا، ويخدم الناس.
بدايات محدودة لكن كل يوم تتحسن وتتطور، وفي داخله.. مخيلته.. ذهنه المتوقد يكبر الاقتراب من الحلم الذي يسعى بقوة لتحقيقه.. حتى إذا واجه بعض الانتقادات كبقية الصحفيين المبتدئين لا تزعجه كما البعض بل لا يعبأ لها، ويستمد منه الزاد الثقافي، الإبداعي للاستمرار وتجويد كتاباته..
من حسن حظي أني- كصحفي مخضرم- احتضنت بدايات عدد من الصحفيين مثل محمد صالح الشحيري، وعبدالحكيم عبيد، ومحمد راوح حميد، ومازن سالم.. تقدم بقوة ثم توقف مؤخرًا، وكان من ضمنهم الزميل علي مقراط الصحفي المتوثب عطاءً، وكان متقدمًا بعض الشيء.. كان مجلسي في منزلي بجعار.. مقيل يلتقي فيه الكثير من الصحفيين والمثقفين مثل الفقيد صالح المستدح، الشاعر الراحل أحمد معوضة العفيفي، والزميل الإعلامي محمد ناصر العولقي، وغيرهم.. وتتوفر معظم الصحف والمجلات، والغداء في بعض الأحيان لمن تقدم، والتلفون الأرضي، وكان محمد ناصر العولقي أكثرهم استخدامًا للتلفون متواصلًا مع أصحاب جامعة تعز حيث يعمل معيدًا، وبصحيفة الجمهورية التي كان وقتها يكتب فيها، و تتجه بعض النظرات إلى جهتي معزية فأبتسم وأقول على طريقة الفنان محمد حمود الحارثي: خلي الأمر عادي.
كان مقراط ينشط ويتحرك بهمة أكثر من زملائه.. يبكر من قريته باتيس إلى جعار وزنجبار مطاردًا الفعاليات والاحتفاليات في ظل ظروف مادية صعبة له وزملائه.. العائد من الكتابات ضئيل بل ظالم من الجهات المسؤولة.. مما يقهر نفسيات الصحفيين.. جهودهم تروح هباء.
وبحكم أنه صحفي عسكري فقد نشط ككاتب في صحيفة الراية التي كانت تصدر في عدن أيام الحزب عن وزارة الدفاع، ثم كان ينزل باستمرار إلى الألوية العسكرية، ويعمل عنها تغطيات إعلامية بدأت تشهر اسمه بجانب كتاباته الرياضية، وهذا كان قد عزز علاقتنا.. كنت مؤسس اتحاد الإعلام الرياضي بأبين، وأصدرت نشرة عنه تحت اسم ( الميدان ) كنت رئيس التحرير، وهو مدير التحرير.. واستمرت لمدة سنوات طويلة بتمويل ذاتي على حسابي، وتفوقت على معظم النشرات الصادرة وقتها.
بدأ مقراط يتقدم في بلاط الصحافة بخطوات موزونة ومرسومة.. الجميل أنه كان يتحرك.. يغامر.. يزور محافظات.. يكتب بفاعلية.. وهذا ما جعله يتميز وينطلق إلى الأمام..
يصبح رئيسًا لتحرير صحيفة أبين، ثم رئيسًا لصحيفة الجيش، وعين سكرتيرًا إعلاميًّا لوزير الدفاع محمود أحمد الصبيحي سابقّا.. خطوات بروز، وكسب علاقات، وتحسن الحالة المادية.. مع مواصلة نشاطاته الإعلامية بغزارة.
كانت كتابات مقراط من البداية حتى اللحظة عن الظلم، الحرمان من الحقوق، المشاكل والمآسي الاجتماعية، احتياجات ومشاكل الحالات للفردية للرموز والمبدعين.. يوصل معاناتهم بكتاباته مع متابعات لكثيرين، ويستخلص لهم مساعدات مالية.. وهذا أكبر جهد ومساعدة منه.
تغير حال مقراط قياسًا بنظرائه ومجايليه أو حتى سابقيه..، وصارت علاقاته على مستوى أعلى مشرف، ومقالاته مستمرة في نقد مظاهر الفساد، والإشادة بالإيجابيات أينما وُجدت.. مقراط يلتقي بوزراء وقادة كبارًا بل ورؤساء سابقين.. وصل إليهم بنشاط وقوة قلمه الذي يعكس حالات الواقع المتموج، المزعج بكل مصداقية دون خوف على حياته من الخصوم الذين لا يرحمون؛ وكأنه نذر نفسه ليكون في خدمة الناس..
من سنوات طويلة صار لسان العسكريين والأمنيين، والمعبِّر الصادق عن معاناتهم وآمالهم حتى مرتباتهم غالبًا لا يعلمون عن موعدها.. موعد الصرف إلا من كتابات مقراط مما أفسح له مجالًا كييرًا في نفوس المتابعين، وأستطيع القول بكل صدق ومغامرة: إن أفضل صحفيين في عدن.. في المحافظات الجنوبية في الفترة الأخيرة.. السنوات الفارطة هما القلمان الرائعان فتحي بن لزرق، وعلي منصور مقراط.
وأختم هذه المقالة، أو الشهادة في حق أخي وزميلي ورجل المواقف مقراط بأن لديه ميزة بز فيها الكثيرين، وهي الكتابة اليومية، أو شبه اليومية، حتى وهو مريض مما خلق له تواصلًا جميلًا مع شرائح مجتمعية عديدة، ولا آخذ عليه سوى التهاون في اللغة أحيانًا، وإن كان يُعوَّض بقوة المقالات، وروعة المضامين القريبة من الناس، والعاكسة لما يتموج في نفوسهم.
تحية كبيرة بلون أزهار السوسن التي أحب للزميل الإعلامي مقراط الذي يمثل ماركة النجاح المعتاد.