آخر تحديث :الثلاثاء-17 سبتمبر 2024-09:50م


من مدير مدرسة نموذجية إلى مرافق شخصي نموذجي !!!

الأربعاء - 11 سبتمبر 2024 - الساعة 10:09 م

د. غسان ناصر عبادي
بقلم: د. غسان ناصر عبادي
- ارشيف الكاتب


بينما كنت في السوق أشتري مقاضي منزلي وجدت مدير المدرسة النموذجية الذي كان اسمه يهز أرجاء المدرسة والشارع الذي يؤدي إلى مدرسته ويخافه تلاميذ المدرسة ويخشاه كل معلمي المدرسه وأولياء أمور الطلاب، لما له من هيبة ووقار وكاريزما.
وجدته يجلس في سيارة شاص جديدة قدام وكان في حالة انتظار واستعداد عالي ومعه سلاحه الآلي والجعبة !!!
فسلمت عليه وباركت له السيارة الشاص الجديدة والمنصب الجديد قائد بحجم وطن، فقال وهو محرج جداً لا تفهم خطأ يا دكتور غسان أنا حالياً أعمل مرافق شخصي مع قائد الكتيبة وتركت عملي كمدير مدرسة لأن راتبي لا يأكل عيش وعندي أسرة كبيرة وتراكمت علينا الديون فالتحقت بأحد ألوية العمالقة من أجل الألف السعواماراتي لحل مشاكلي !!!

وبينما كنت أتحدث مع المدير المرافق وجدت المدير يقفز وينزل من السيارة بسرعة وهو في حالة استعداد عالي لقائد الكتيبة الذي صدمني وكنت ساقع على الأرض من هول الصدمة والمفاجأة عندما شاهدته فإذا به أحد طلاب مدير المدرسة الفاشلين وكان مدير المدرسة دائماً يعاقبه في الطابور الصباحي ويستدعي ولي أمره كما علمت مسبقاً من المدير نفسه !!!
فقال الطالب الفاشل قائد الكتيبة لاستاذه المدير أركب بجانبي ولا تركب في حوض السيارة مع الأفراد فلك معزة خاصة فشكر المدير طالبه وقال لنا أنا أعتذر عن كل الكلام والتوبيخ الذي كنت أوجهه لكم قائدنا المبجل ولولا الله ثم انتم كانت أسرتي ستموت جوع بالراتب الفتات، فقال له القائد لا تقلق ستكون معي مرافق ولن اتركك أبدا حتى إذا انتقلت فأنت كنت أستاذنا ومديرنا وأنا الآن قائدك وتلك الأيام نداولها بين الناس فتبسم ثم ضحك، فضحكنا كلنا وشر البلية ما يضحك !!!

*د.غسان ناصر عبادي*