آخر تحديث :الثلاثاء-17 سبتمبر 2024-09:37م


لاتتلاعبوا بعقول الأطفال فهم شباب الغد

الأربعاء - 11 سبتمبر 2024 - الساعة 08:22 م

د. مروان هائل عبدالمولى
بقلم: د. مروان هائل عبدالمولى
- ارشيف الكاتب


د. مروان هائل 
لاتتلاعبوا بعقول الأطفال فهم شباب الغد

كل يوم  في مناطق النزاع والهجمات الإرهابية المحتملة  في الجمهورية اليمنية محفوف بالتوتر والقلق ، والأطفال هم الفئة الأكثر عرضة للمخاطر والتأثير النفسي السلبي من أزمات البلاد فكل واحد منهم هنا يعيش طفولة صعبة خاصة به لايملك فيها  شنطة مدرسية جديدة او ألعاب اوحلويات او وجبات طعام بسيطة  .
لقد وفرت اليمن، التي مزقتها الصراعات المسلحة طفولة مدمرة للصغار ، حيث يضطر معظم الأطفال إلى التغيب عن المدارس من أجل الحصول على الغذاء الأساسي ، فاليوم اليمنيون الصغار يبيعون الطعام والأكياس البلاستيكية في الشارع ويتسولون  ويجمعون الخردة البلاستيكية و المعدنية، ويقومون باللحام ويحملون المياه من البئرويرعون الأغنام .
 للأسف كذلك بسبب طول سنوات الحرب تمتلئ المناطق الريفية بالألغام غير المنفجرة وغالباً ما يموت الأطفال الذين يذهبون الى المدارس البعيدة في الأرياف او من يرعون الحيوانات عندما يدوسون على الألغام ، كذلك تواجه الفتيات  الزواج المبكر والعنف المنزلي بينما يعاني الأولاد من العديد من المخاطر نفسها إلى جانب التجنيد في الصراعات المسلحة والاستغلال الجنسي.
في شوارعنا تجد الكثير من الاطفال متعاطي القات والشمة ومنهم من يدخن السجائر واخرين يستغلون في بيع المخدرات وحبوب الهلوسة ، لكن  ما شد انتباهي مؤخراً لدى الأطفال هو طبيعة الكلمات المستخدمة فيما  بينهم اثناء الشجار ، ففي احدى بلوكات المنصورة أطفال لم تتجاوز اعمارهم الثمان سنوات تقريبا  ، كان الصيحات والشتائم فيما بينهم مزعجة ومقرفة وبعضها خطره كونها تحتوي على عبارات مناطقية وعنصرية متبادلة  مصادر تلك الكلمات  ليس طفولي بل اشخاص بالغين  .
ما اود الإشارة اليه هو ان هؤلاء الأطفال في مرحلة النسخ – لصق وبالذات من الوالدين الذين عليهما ادراك ، بان الأبوة والأمومة مسؤولية و عملية إبداعية وإن دور الأسرة في تربية و تنمية شخصية الطفل أمر بالغ الأهمية لا يمكن إنكاره قبل المدرسة والشارع.
الكثير من الإباء في البلاد  يجهلون حقيقية ان الطفل في الأسرة يصبح مرآة يعكس سلوكياتهم وتواصلهم  ، كما يتعرف على العالم من حوله بمساعدة الاهل و جميع الحواس ويملأ عقله بصور الأشخاص المقربين وتصرفاتهم والأشياء والظواهر الطبيعية والخبرات المرتبطة بهم.
بالرغم من انتشار الامية في اليمن و  ضعف العملية التعليمية  إلا ان أطفال اليمن اكثر فئة تتعرض للتلاعب بعقولها الصغيرة  في البيوت و المدارس والشارع و دور العبادة و الاسرة ومن اطراف متعددة حتى من الاعلام ، لذلك علموا اطفالكم التحقق من دقة المعلومات الواردة والبحث عن الحقائق وتحليل الآراء والحجج والمعتقدات المختلفة ، علموهم طرح الأسئلة والأفكار ، والشيء الأكثر أهمية هو ان لاتسمحوا لاحد بالتلاعب بوعي اطفالكم  من اجل اجبارهم على خدمة بعض الطموحات الشخصية المريضة غير المفهومة