آخر تحديث :الثلاثاء-17 سبتمبر 2024-09:22ص


إتحاد الأكاديميين اليمنيين.. المنجم المغلق

الإثنين - 09 سبتمبر 2024 - الساعة 10:19 م

د. أنيس مجمل
بقلم: د. أنيس مجمل
- ارشيف الكاتب


د. أنيس مجمل.

▪️قبل سنوات تم تأسيس اتحاد الأكاديميين اليمنيين في تركيا، والذي يضم في عضويته نخبة من الدكاترة الكرام ممن جمع بين التخصص العلمي، والبحث الأكاديمي، والخبرة المهنية في مختلف ميادين العلم، ومجالات المعرفة.

▪️يهدف الاتحاد إلى حشد الطاقات العلمية والأكاديمية وتوجيهها لخدمة قضايا الأمة، ومد جسور التواصل مع الجامعات والمنظمات ومراكز الأبحاث العلمية والكيانات المماثلة لعقد شراكة فاعلة، ومن الأهداف وضع التصورات والخطط والبرامج التنموية لخدمة المجتمع اليمني.

▪️كأن الأمل معقودا في أن يكون هذا الاتحاد اتحادا عالميا يضم في جنباته نخبة المجتمع اليمني من الأكاديميين اليمنيين في اليمن وخارجها، لتحقيق مجموعة من الأهداف السامية، وتنفيذ جملة من البرامج المفيدة، وإنجاز العديد من المهام النبيلة التي تخدم اليمن واليمنيين، بل والإنسانية جمعاء.

▪️لا يمثل الاتحاد أي جهة سياسية، ولا يتبنى أي رؤية حزبية، ولا يرتبط أعضاؤه فيما بينهم برابطة ايدلوجية.. بل هو نقابة علمية، لها أهدافها الكبيرة، وكيان مستقل يربط العلم بين أعضائه، وشخصية اعتبارية أساسها الثقافة والمعرفة وحب اليمن.. كما أن التواصل الأخوي المحايد هو حبل الوصل بين أفراده.. والعمل التطوعي هو السبيل لإدارته، والجهد الشخصي الاحتسابي هو وسيلة تنفيذ برامجه.

▪️اتحاد الأكاديميين اليمنيين هو كيان علمي مستقل، يتشكل من الأكاديميين اليمنيين الحاصلين على شهادة الدكتوراة الأكاديمية من الجامعات المعترف بها، وله شخصيته القانونية، وذمته المالية الخاصة به يجمع حملة المؤهلات الأكاديمية من اليمنيين وبدون النظر لأي اعتبارات فئوية أو مناطقية أو مذهبية.

▪️وضعت الادارات المتعاقبة في الاتحاد خططا استراتيجية، تضم مجموعة من الأفكار الإبداعية التي تهدف من خلالها إلى التأهيل العلمي، وبناء الكوادر، وتطوير التعليم، والقيام بالواجب المجتمعي على المثقفين تجاه الوطن والمواطن وتحقيق أهداف الاتحاد الموضوعة.

▪️لم يلق الاتحاد اي اهتمام من الجهات المسؤولة، ولم يساهم أرباب الأموال في رعاية برامجه، ولم تلتفت جهات الدعم الأخرى إلى أعضائه... وكان السبيل الوحيد لاستمرار شريان العمل المترهل هو اشتراكات الأعضاء الرمزية، وما جاد به بعضهم بعد إلحاح وضغط.

▪️فبقي الاتحاد عاجزا عن تنفيذ برامجه، وبقيت خططه حبرا على ورق تتوارثها الإدارات.. وبقيت كوادره معطلة عن العمل والإنتاج، وبقيت نخبة المجتمع تصارع لقمة العيش في الداخل والخارج في غير مجالات التخصص التي صرفت فيها الأعمار، والتي بذلت فيها الأموال من الدولة والأفراد..

▪️ولا يزال الاتحاد منجما مغلقا ينتظر من يستخرج كنوزه، وينقب عن ثرواته.. وسيظل كذلك إلى حين تولد القناعات الحقيقية والجادة من أعضائه (داخليا)، ومن غيرهم (خارجيا) بأهمية تفعيل دور الاتحاد، وتوجيه دفته نحو المسار الصحيح، وإزالة كل العقبات التي تمنعه من النهوض وتعيقه عن السير.

▪️إن عجز النخبة يعني ضياع الجيل، وتوقف الكوادر عن الإنتاج يعني توقف مسيرة التنمية، وأنشغال المثقفين بهمومهم الشخصية يعني موت الوعي.. وفي الاخير انتشار الجهل، وتخلف المجتمع، والعودة بالوطن إلى مربع الصفر الذي تتحكم فيه مليشيات مسلحة بالعنف لا العلم، وعصابات تملك أدوات القتل لا البناء، وساسة ليسوا رجال دولة، همهم المصالح الذاتية لا الوطنية.

▪️والخلاصة:- لا يمكن لمجتمع أن ينهض إلا بالعلم الجاد، ولا يمكن لأي أمة أن ترتقي إلا على يد كوادرها المخلصين، ولا يمكن للشعوب أن تتحضر إلا بالوعي الصحيح.. وهذه أمور لا يختلف فيها العقلاء، وهو ما دل عليه وحي السماء في أول كلمة لامست آذان النبي الأكرم عليه الصلاة والسلام حينما أتاه جبريل عليه السلام يحمل معه رسالة رب العالمين سبحانه: *(اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ)*
💠💠💠💠💠💠