آخر تحديث :الأحد-22 ديسمبر 2024-03:30ص

البدع الحوثية باطل يلبس قناع الحق

الإثنين - 09 سبتمبر 2024 - الساعة 09:23 ص
عبدالكريم صلاح.

بقلم: عبدالكريم صلاح.
- ارشيف الكاتب


لم يكن الشعب اليمني يومًا في وضع أشد بؤسًا مما هو عليه الآن تحت وطأة جماعة الحوثي الانقلابية، التي لم تكتفِ بالاستيلاء على السلطة بقوة السلاح، بل حولت الدولة إلى مصدر لتمويل فسادها وإثراء قادتها، بينما يُترك المواطن اليمني في معاناة يومية تتزايد حدتها يومًا بعد يوم. إن الحوثيين، الذين جاءوا بشعارات محاربة الظلم ورفع معاناة الشعب، ما لبثوا أن تحولوا إلى جلادين للشعب نفسه، عبر سياساتهم الاقتصادية الجائرة واستغلالهم للدين لتبرير فسادهم.

نهب موارد الدولة وتكريس الفقر
منذ أن استولى الحوثيون على مؤسسات الدولة، أصبح واضحًا أن هدفهم الرئيسي هو الاستيلاء على موارد الدولة وإخضاعها لخدمة مصالحهم الضيقة. الإيرادات الحكومية التي كانت في السابق مخصصة لدفع رواتب الموظفين وتوفير الخدمات الأساسية للشعب، أصبحت اليوم تُساق إلى جيوب قادتهم الانقلابيين في صعدة. قطع الحوثيون رواتب كل موظفي الدولة، مما جعل ملايين الأسر اليمنية تعيش تحت خط الفقر، محرومين من أبسط حقوقهم في العيش الكريم. ومع هذا، لا يشعر الحوثيون بالعار أو الخجل، بل يستمرون في تضليل الشعب، مدعين أنهم يقودون "ثورة" من أجل المستضعفين، بينما هم يغرقون في حياة الترف والفساد.

احتفالات المولد النبوي: بدع وألوان زائفة
في حين أن الشعب اليمني يئن تحت وطأة الجوع والفقر، تجد جماعة الحوثي تنفق أموالًا طائلة على احتفالات بدعية، لا تمت بصلة إلى تعاليم الإسلام الصحيحة. فقد فرض الحوثيون على التجار والمواطنين إنارة متاجرهم وبيوتهم باللون الأخضر، وتزيين الشوارع العامة والمركبات بألوان خضراء، في محاولة منهم لترسيخ وجودهم من خلال رموز وألوان لا تعبر عن الإسلام، بل عن فكرهم العقائدي المشوه.
إن هذه الاحتفالات التي يدّعون أنها "إحياء للمولد النبوي الشريف"، ما هي إلا وسيلة لتعزيز نفوذهم وسطوة سيطرتهم على الناس عبر التضليل الديني. فلا أساس لهذه الممارسات في السنة النبوية المطهرة، بل هي بدع تروجها جماعة الحوثي لتبرير إنفاقاتها الباهظة من أموال الشعب اليمني المسكين، الذي لا يجد ما يسد به رمقه.

فساد عقائدي ومالي لا مثيل له
الفساد الحوثي لا يقتصر على السياسة والاقتصاد، بل يتعداه إلى العقيدة نفسها. إن العقيدة الحوثية التي تستند إلى مزاعم وافتراءات لا تمت إلى الإسلام بصلة، تتضح في ممارساتهم التي ترسخ الخرافات والبدع بدلًا من القيم السامية التي جاء بها الإسلام. فهم يشوهون الإسلام ويستخدمونه كغطاء لتبرير أفعالهم الإجرامية ونهبهم لموارد الدولة.
وفي حين يتضور 25 مليون يمني من الجوع، تستمر جماعة الحوثي في إنفاق الأموال التي جمعتها بطرق غير مشروعة على إقامة الاحتفالات، ونشر رموزهم العقائدية الفاسدة، معتقدين أن الألوان الخضراء والزخارف الطائفية يمكن أن تخفي قبح أفعالهم وترسخ منكراتهم في عقول الشعب. لكن الحقيقة واضحة لكل ذي عينين، وهي أن هذه الجماعة الفاسدة لا تهتم بمصير الشعب، بل تسعى فقط لترسيخ سلطتها وتثبيت أفكارها المشوهة.

في الختام
إن ما يفعله الحوثيون اليوم هو جريمة بحق اليمن واليمنيين. فهم لم يكتفوا بنهب موارد الدولة وحرمان الشعب من أبسط حقوقه، بل قاموا بتشويه العقيدة الإسلامية النقية من خلال نشر بدع لا علاقة لها بالدين. لقد حولوا اليمن إلى دولة مفلسة تتصارع فيها المآسي من الجوع والفقر، بينما يستمتعون هم بالسلطة والثراء غير المشروع.
إن استمرار هذه الأوضاع هو وصمة عار على جبين المجتمع الدولي الذي لم يتحرك بعد لوضع حد لهذه الجماعة الفاسدة. ويجب على الشعب اليمني وكل الأحرار أن يواصلوا كفاحهم ضد هذا الظلم، حتى ينعم اليمن بالحرية والعدالة التي يستحقها.