لابديل لدينا للخروج بالوطن اليمني من مرحلة التشضي العنصري بقناعيه المذهبي والمناطقي الا بانبعاث سياسي تقوده الاحزاب اليمنية وخلفها كل اليمنيين.
لقد مضت عشر سنوات والمشهد السياسي والاجتماعي في اليمن مفتوح على مصراعيه للعربدة الميليشاوية الموغلة في ممارستها الهمجية والتي كادت تمزق نسيجنا الاجتماعي ووحدتنا الجغرافية والاجتماعية، وتذهب بماكتسبه اليمنيون خلال نصف قرن ، بل وكادت ان تفقد اليمنيين هويتهم الانسانية والوطنية وتردهم الى عصور الكهوف،مرحلة (ماقبل الدولة) حيث يتناحر الناس تحت ظلال الشعارات العصبوية بمختلف اشكالها البدائية بلا رحمة ولا هوادة.
ومما لاشك فيه اننا وخلال هذه الفترة ارسينا الاساس لدولة اليمن الشرعية بدعم دول التحالف العربي.
ومع ذلك فالمعطيات على ارض الواقع تفيد ان دولة اليمن الشرعية مازالت مرتهنة للخارج ولانعيبها على ذلك لانها تفتقد للدعم السياسي والاسناد الاجتماعي والحزبي في الداخل.
ومما يجدر بنا الاعتراف به ان انقسامتنا الداخلية اضعفت الشرعية واضعفت الموقف السياسي لقيادة التحالف الداعم للشرعية، التي تواجه هي الاخرى تكالب اقليمي ودولي يسعى لافشالها في اليمن.
وزاد الطين بلة كما يقال، ان الانقسام الداخلي بين القوى السياسية جر نفسه على انقسام في القوى العسكرية الداعمة للشرعية.
وتحول هذا الانقسام الداخلي بين القوى الداعمةللشرعية الى عامل قوة للميليشيات الانقلابية الحوثية في صنعاء، الامر الذي يجعلنا نندفع بقوة عائدين نحو الاحزاب السياسية معولين عليها مهمة الانقاذ الوطني الحقيقي والتي تبدا بتحالف جدي وصادق بين الاحزاب.
وهذا التحالف سيعمل على توفير دعم حزبي وسياسي واسع النطاق في الداخل لمجلس القيادة الرئاسي وحكومة بن مبارك من خلال توحيد الجهود العسكرية والسياسية والاعلامية في قالب واحد.
وفي تقديري ان عملية الانقاذ مازالت ممكنة وبايدي يمنية، ومازال بمقدورالاحزاب الرئيسية في الساحة اليمنية وفي مقدمتها حزبي المؤتمر الشعبي العام والتجمع اليمني للاصلاح ان تفاجئ كل اليمنيين وشركائهم الاقليمين والدولين، بانبعاث وطني يلتف حوله غالبية اليمنين لتوفير الدعم والاسناد لهيئات دولة اليمن الشرعية وتمكينها من استكمال مشروعها في دحر الانقلاب الميليشاوي وقطع ايدي الداعمين الاقليمين له وفي مقدمتهم ايراان.
وهنا نجد انه لامناص لنا من استعادة الثقة باحزابنا ومثلما كانت هذه الاحزاب جزاء من المشكلة لابد ان يكونوا شركاء بالحل الى ابعد حد ممكن.
ومن المهم جدا ان ندرك ان احزابنا السياسية هي مكسب وطني فكيف نحول هذا المكسب الى عامل قوة ايجابية في الداخل اليمني!
خصوصا ونحن نعلم ان الانقلاب المليشاوي لايمتلك من عوامل القوة التي اطالت في امده سوى الفرقة السياسية بين الاحزاب وتمادي قادتها في مشاريع الثارالسياسي والانتقام الحزبي فيما بينهم.
ومن بواعث التفال بهذا الاتجاه والتي بدات تلوح في الافق بوادر تقارب الاحزاب بشكل جدي وملموس على المستوى الاعلامي.
والذي يتابع قناتي اليمن اليوم التابعة للمؤتمر الشعبي ومقرها في العاصمة المصرية وقناة سهيل الناطقة باسم حزب الاصلاح سيجد ان هناك توجه اعلامي لدى القناتين باتجاه التقارب وتوحيد الصف الحزبي باتجاه دعم الشرعية وهذا هو مبعث التفال الذي يجعلنا نوجه امالنا للاحزاب مجددا ونعقد امالنا بوحدتهم المرتقبة.
واذا كانت الاحزاب قد بدات تستشعر المسئولية،فينبغي على كل المهتمين والاعلاميين ان يعززوا هذا التوجه الحزبي باتجاه المصلحة الوطنية علينا جميعا في هذا البلد ان نغادر خنادق الفرقة والمناكفة والصراعات الانتقامية وان نصوب كل اقوالنا وافعالنا ومواقفنا في مهمة اخراج البلد من مربع العبث الميليشاوي بصراعاته المدمرة لكل امكانات يمننا الحبيب.
فليس من المقبول والمعقول ان نمتهن اتهام الاطراف الخارجية ونحن مستمرون في تعزيز عوامل الفرقة والانقسام الداخلي.