آخر تحديث :السبت-21 ديسمبر 2024-06:38م

موسم حصاد بذور الشوك

الأحد - 08 سبتمبر 2024 - الساعة 07:20 م
لطفي عبدالله الكلفوت

بقلم: لطفي عبدالله الكلفوت
- ارشيف الكاتب




بسم الله الرحمن الرحيم
لكل وضع سياسي اسلوب اداري مختلف للحفاظ على استقرار اقتصاد البلاد و التمكن من تحقيق الاهداف المطلوبة فهي مثل بذور الزرع يحين حصاد ثمارها و لقد زرع ابناء و محافظي المحافظات المحررة بذور شوك قد حان موسم حصاد ما زرعوا و تعالت اصوات الالم بداية من حضرموت.

في السابق عندما كانت ايرادات مؤسسات الدولة تودع في فروع البنك المركزي كان اهتمام كل محافظ محافظة هو ان يبد رجل مشاريع البناء و التنمية حتى ينال استحسان المواطنين فيها و اعتاد ان ينفق كل ما يحصل عليه من اموال لتنفيذها و لكن ما لم يكن يعلم به المحافظ و المواطنين في جميع المحافظات هو ان سلطة المركز تقوم بتنظيم الافراج عن الاموال المخصصة لمشاريع التنمية حتى لا يحدث انفاق حكومي مفرط نتيجة رغبة المحافظ لتنفيذ مشاريع كثيرة في وقت وجيز تنسب له فخرا فيسبب بذلك تضخم في اسعار السلع و تدني لقيمة العملة المحلية و تقصير في توفير الخدمات لارتفاع فارق الدعم الحكومي كلما انخفضت قيمة العملة المحلية و حرصت حكومة المركز لسنوات طويلة على ان لا يكسب المواطن مشاريع تنمية مقابل خسارة قدرته الشرائية.

اختلف الوضع اثناء الحرب القائمة و عن جهل طلب مواطني غالبية المحافظات المحررة من المحافظين بعدم توريد ايراد مؤسسات الدولة الى فروع البنك المركزي و استغلالها لبناء مشاريع تنمية فاستجاب المحافظين و قامو بتوريد الاموال في اسواق العملة المحلية (شركات الصرافة و البنوك التجارية) و انفق محافظ كل محافظة من المحافظات المحررة كل ايرادات مؤسسات الدولة في تنفيذ مشاريع التنمية و لم يضعون في الحسبان اهمية دور حكومة المركز في تنظيم الانفاق الحكومي داخل المحافظات و بالغاء هذا الدور حدث تضخم في اسعار السلع و تدني لقيمة العملة المحلية و عجز المحافظين عن توفير خدمة الكهرباء بالحد المقبول ملقين باللوم على حكومة المركز رغم ان هم ( محافظي المحافظات و المواطنين الذين يطالبون بتطبيق الفيدرالية دون ان يجلس المحافظين مع رئيس الوزراء لتنظيمها) من يقع عليهم اللوم و هذا هو حصاد بذور الشوك التي طلب المواطن زراعتها في جميع المحافظات المحررة و اما عن حصاد بذور الشوك بالنسبة للمحافظين فقد بدت بوادر ثورة في حضرموت ضد المحافظ بن ماضي رغم انه نفذ مطلب المواطنين بعدم التفريط في موارد و ثروات حضرموت و اليوم يتظاهرون و يعتصم المعتصمين داخل المخيمات مطالبين بمطالب لا تحقق تحسن اقتصادي من منظور علمي و ارى ان مطالبهم ستزيد حال عامة المواطنين الاقتصادية سوء لذلك انصح ابناء حضرموت رمي الكرة في ملعب حكومة المركز و مساندتها في تطبيق النظام الاداري و المالي الذي يسمح لها بالقيام بدورها في تحسين معيشة المواطنين.

في الختام لا اخفي انني اخشى توسع دائرة الاحتجاجات ضد بقية محافظين المحافظات المحررة لذلك انصح بسرعة الجلوس مع رئيس الوزراء الدكتور احمد عوض بن مبارك و الاتفاق معه على تنظيم العمل الاداري و المالي بالطريقة التي تمكن وزارات الحكومة الشرعية على ادارة ايرادات فروع مؤسسات الدولة و تنظيم انفاقها حتى تستطيع تحقيق تحسن في حياة مواطني المحافظات المحررة.