آخر تحديث :الثلاثاء-17 سبتمبر 2024-01:10ص


كلمة اللهج بالضالع.. وفاتنة تصطاد سيل

الأحد - 08 سبتمبر 2024 - الساعة 01:52 م

اكرم القداحي
بقلم: اكرم القداحي
- ارشيف الكاتب


التراث والموروث الشعبي الضالعي بدا ينتهي ويغيب عن المشهد نتيجة لاهمال متعمد من قبل السلطة المحلية في المحافظة ووزارة الثقافه ومكتبها في المحافظة فنانيين عانو الامرين وشعراء مثلهم منهم من قضى نحبه وترجل عنا تاركا لنا موروث ومخزون فني وادبي وتراث على ورق وماهي الا ايام وقد انتهى وضاع وقلما تجده محفوض على السنة المعجبين والمحبين او انه يصبح اقصوصة من ضمن الاساطير الذي تحكى في المجالس فقط ولم يقم مكتب الثقافه في المحافظة بجمع هذا المخزون لا وشعرانا احيا ولا بعد وفاتهم الى الان لم اعلم هل مكتب الثقافه بمحافظة الضالع عارف ايش عمله بضبط ام لا .
وبما انا قد فقدنا تراثنا وثقافتنا وموروثنا الشعبي في عهد الحكومات السابقة وكنا نرد اللوم على الاخرين باعذار واهية هاهي حكومتنا اليوم جميعها من ابناء هذه المحافظة سلطة محلية ومجلس انتقالي وكذلك اتحاد ادباء وكتاب الجنوب في المحافظة نطالبهم بتشكيل فريق لجمع التراث الضالعي باسرع وقت والقيام بواجبهم فتاريخ الضالع وموروثها الشعبي امانة في اعناقكم ...
وانا اقرى شعر من التراث الضالعي اشوف ان كلمات غريبه ولا افهم معناها وبما اننا قد فتحنا هذا الموضوع دعونا نحاول محاولة بسيطه ان نحلق في سماء الشعر والشعراء من ابناء الضالع ونتامل ولو في بيت او بيتين ونشوف الكلمات الضالعيه القديمة وماذا تعني فلنبدا على بركة الله .
ابيات اخترتها من قصيده طويله من كلمات الشاعر المرحوم الشيخ محمد عبدالقوي ذي حران رحمه الله اخذت هذه الابيات فقط لكونها وردت فيها كلمة ضالعية بحته لم افهم معناها وهي كلمة ( اللهج ) لا ادري هل يقصد باللهج النافذه ام الباب ام سطح المنزل ام جبل لنقراء الابيات معا ثم نواصل
يقول الشاعر
طاب السمر طاب وبلوادي بقت امطار
وسقي الارض اول عيد من لعياد
وضبي لشعاب ذي شفته جرى وغتار
يسابق السيل جاك الصيد واصياد
شفته من اللهج قلتو ربك الستار
لايدهي الناس حاذقهم مع لجواد

وهنا الضاهر من القصيده ان الضالع كانت تعاني من قحط وشحة في المياه وجائت رحمة ربي ونزول الغيث وهنا طابت السهرة او السمر وهو السهر مع الاحباب الى وقت متاخر من الليل وطاب العيش والمقيل لشاعرنا الشيخ محمد عبدالقوي حين شاف السحب تطلع وتتجمع وتتهيء لنزول رحمة من الله وخاصة انها كانت مصادفة مع يوم عيد عيد ومطر يالروعة الجو اعتقد انه يوم عيد الفطر لان الشاعر رحمه الله يقول اول عيد من لعياد وهذا يدل على عيدالفطر المهم الشاعر في البيت الثاني شاف ضبي لشعاب وهذا وصف لامرأة جميله حسناء شبهها الشاعر بانها ضبي وهي الغزال الذي تعيش في اماكن خلا او غابات تتميز بالسرعه والخفه والرشاقه والدليل قول الشاعر حين قال ذي شفته جرى واغتار هنا الجري معروف وهو الخفه في المشي واغتار هي الغارة وكان هناك حدث او حادث او شي حدث وهنا من يطلب النجده او السرعه او انه يقصد ب اغتار كانها طائرة شنت غاره على هذا المكان المهم المرأة كانت نازله على الوادي تسابق نزول السيل ووصوله الى المكان الذي كانت تقصده هذه الفاتنه لكي تسقي مزارعها و الذي اخذت الشاعر الى مكان بعيد والى عالم اخر من الخيال ومن قوت الشوق للماء وللغيث ونزول السيل الى الوادي شبهه شاعرنا بالصيد وشبه الفاتنه ايضا بالضبي وبالطيران والغارات والمنقذ وبالصياد بقوله انها كانت تسابق السيل جاك الصيد واصياد حيث شبه الشاعر قدوم السيل اوالسيل نفسه بالصيد وشبه المرأة بالصياد تشبيه في قمة الروعه تخيلو معي قليلا ان امراة نزلت تصطاد سيلا عرمرم في جميع بلدان العالم السيول تغرق مدنا وتجرف اوديه ولكن عندنا في الضالع امرأة تصطاده ما اروعها من كلمات وما اروع احساسك وتشابيهك شاعرنا الشيخ المناضل محمد عبدالقوي .
ما اريد ان اصل له في مقالي هذا هو ان الشاعر بعد ما رحل في البيت الاول وعاش مع غزال لشعاب وعلمنا كيف اصطياد السيول وعشنا معه في عالم اخر عالم الخيال وكاننا قرانا مؤلفات ومكتبات وليس بيت شعري يتكون من عشر كلمات حيث يقول في البيت الذي يليه شفته من ( اللهج ) الشاعر يخاطبنا انه شاف هذا الغزال من اللهج اي انه كان واقف او قاعد في مكان يسمى اللهج واللهج بمعنى النافذة الصغيرة الذي كانت تعرف بها منازل الضالع ومازال العديد من المناطق يعملوها الى الان وخاصة المناطق الجبلية في الضالع او غيرها من المناطق الجنوبية واليمنية كل .
الشاعر بعد ما شاف هذا المنضر وشاف جمالها وشاف هذه المناضر الجميلة وهو واقف في مكانه وفي اللهج وحلق عاليا في عالم الخيال استجمع قواه ودعى وابتهل الى الله سبحانه وتعالى حيث قال شفته من اللهج قلتو ربك الستار لايدهي الناس حاذقهم مع لجواد اي انه عندما شافها وشاف هذا كله دعا ربنا سبحانه باسمه الستار ان لايدهي الناس اي ان الناس باصنافهم الحاذق معروف الذكي والعاقل ووو وكذلك لجواد يقصد فيها السفها او المجانين او خفيفين العقول هنا دعا الشاعر ربي ان يحفضها وان يعصمها من البشر لانه خاف عليها وهنا اعتقد انا قد توفقت في اجابتي على كلمة اللهج ونجحت ايضا في هذه المحاولة البسيطة لاول مرة والخوض في هذا البحر العميق في قراءة ومحاولة شرح الشعر الشعبي والتراث الضالعي.