آخر تحديث :الثلاثاء-17 سبتمبر 2024-01:10ص


شعوب تصنع جلاديها

الأحد - 08 سبتمبر 2024 - الساعة 11:36 ص

حسين السليماني الحنشي
بقلم: حسين السليماني الحنشي
- ارشيف الكاتب



أصيبت الشعوب وأكثرها شيوعاً  الدول النامية، بداء الزعامات التي خرجت من زبالة ونفايات كل قبيح، والتي لاتفهم من الحكم غير ((التلويح بيديها والاستعراض على خشبة المسرح كعارضة ازياء، وهم في المقابل يمارسون العهر السياسي الفاضح...))
مما أوجدت لها بيئة خصبة أثمرت زراعتها بالعبيد الذين سخروا أنفسهم جنود مجندة تقدم أرواحهم في الحماية والخدمة لهم، بل صنعوا مزامير وطبول يتغنون بها مما أزعجت الآمنين والعزل وأصيبت أكثر الناس با الصمم ، ولا تسمع غير تلك الأصوات التي تتبادل في الادوار، حتى صنعت ـ الجلادين ـ وقدمت الوطن والشعب قربانا لهم، فتحول الجلادين الى أصنام ؛ لأن الشعوب اقتنعت إن تسلم رقابها لهم، وماكان لهؤلاء الكراتين الفارغة بين ليلة وضحاها، إن تتحول الى جلادين تسلخ الشعب ليلا ونهارا.
 فأصبح التركيز على موضوع الحكم ﺫﻭ ﺷﺠﻮﻥ؛ لأن الشعوب لاتعرف حكم الشوروى، إلا تلك الوجوه، وهذا ما جعلها تمجد الحاكم ونسله من بعده، فينهي ويأمر بما شاء وهو الحاكم الذي لا يرجع للمؤسسات التي أنشأها الدستور، فهو الحاكم الناهي ، وكما قال زعيمهم الأول ـ فرعون ـ على أعظم الناس في عصره، بل وكليم الله(موسى عليه السلام):((... وإنّي لأظنّه كاذبا....)) ثم تطور الخطاب لدى الطغاة فصار إله (وقال فرعون يا أيها الملأ ما علمت لكم من إله غيري...) وهذا حينما خضع الناس له وسلموا رقابهم يفعل بهم ما يشاء، فصدّق نفسه من إنسان عادي، حتى صار إله يعبد من دون الله... وهذا الأمر يسبقه حملة بل حملات إعلامية، ألم يقل فرعون أن ـ موسى ـ يريد أن يبدل دينكم ويظهر في الأرض الفساد؟! وهذا الخطاب يتكرر اليوم في واشنطن وتل أبيب، وبقايا اذنابها حول العالم، وتقوم بالحملات المصاحبة بكل قوة في إبادة كل من يحمل رايات الحرية التي تعطي للإنسان الكرامة، وهي موصولة إلى الشعوب التي آمنت بالحرية، حتى يصبح أغلبهم ﺟﻬﻠﻪ ،  فيقوم الجهلة بالقضاء على العقلاء والمثقفين والمتعلمين، ويزيد الجهلة في جهلهم حتى يكون تعاملهم فيه ﺷﺪﺓ نحو من يطالب بتحسين الأوضاع المعيشية أو بعض الحقوق التي قد جاءت في الدستور ، وينتهي بعدها الحلم والأحلام بالحكم الرشيد عند المجتمع ويدخلون في الطاعة، ويرسلون تأييدهم وولائهم له بنشيد الولاء والبراء ممن يخالفون الصنم الذي يتنفس من خلاله الشعب وتحيا به الأرض كما يزعمون!
حتى صارت الخطابات عند الأغلبية الساحقة من الشعب تخوين من أراد الخروج من ـ القطيع ـ الذي ينتظر الأعلاف بفائق الصبر!
إن تلك الجيف المنتشرة في أنحاء الوطن قد خدشت جمال كل جميل فيها.
أنك حين تسمع خطابات الطغاة التي خضعت لها الشعوب، يصيبك الحزن والخيبة أن تلك النفايات تبقى في الحكم لأعوام طويلة، بل وصارت ملوك الجمهوريات والديمقراطيات، وهي على كراسي متحركة، لاتسمع ولا ترى، بل ووصل ببعضها إن تتبول دون شعور.... 
وحين تنظر إلى المنجزات التي امتلأت بها البلاد، لا ترى بالعين المجردة شيء حتى تبني عليه كذبك نحو الآخرين بأنك تعيش التمنية كما تمارسها وتعيشها الشعوب الأخرى من تطور ورقي.
إن الانجاز الوحيد هو الزعيم الذي لايعرف أكثرهم غير أسمه، ويعرفه الشعب بالصور الملونة وتزداد في المناسبات التي أصبحت تطرق الأبواب على مدار العام، وتجدها في الطرقات والمصالح الحكومية، وهذا هو الإنجاز الاعظم ويكفي، فليس خلف الجلادين غير الطوفان!!!