آخر تحديث :الإثنين-16 سبتمبر 2024-01:08م


لغة العرب

الجمعة - 06 سبتمبر 2024 - الساعة 04:08 م

القاضي عبدالناصر سنيد
بقلم: القاضي عبدالناصر سنيد
- ارشيف الكاتب


اللغة هي عبارة عن مفردات نتخاطب بها ونتجاذب بها أطراف الحديث هي تمثل همزة الوصل التي تربط العلاقات فيما بيننا باستخدام محاسن المفردات ، وهي تترجم إلى الناس حديثنا و همنا ومشاعرنا ليعرف الناس من خلالها نحوا من شخصيتنا فهي الانعكاس الحقيقي لنا و المقياس الدقيق لأحوالنا.

المفردات يقف الجميع يتضرع أمام بابها ينشد رضاها و يخطب ودها فأهل الشعر يبحثون عن ما في قوافيها من الفصاحة و الجمال ليصنعوا منها ابيات من روائع الشعر بينما اهل الادب يبحثون عن روعة ما تحمله من البلاغة ليقطفوا من بستان القوافي تلك الأسراب التي تطوف هنا وهناك لتحمل إلى البشرية بذلك الابداع قصتنا وبكلمات معدودات وبأسلوب قشيب يسلب الانتباه ،،

المفردات تحمل بين قوافيها ثقافتنا وحضارتنا وبصمتنا إلى هذا العالم كما تحمل تلك المفردات صفحات مشرقه من تاريخنا كعرب لتبقى هذه المفردات هي اللسان الفصيح الذي يعبر عن تاريخنا وعن موروثنا الثقافي ويروى للعالم من نحن ،، المفردات لها محاسن كثيرة لا تنضب لا يشبع الإنسان من بركاتها فهي الوجه الذي من خلاله يرانا العالم وهي الهوية الذي نتباهى بأصلها بين الأمم.

ولكن أصبحت هذه القوافي حزينة بفعل عامل التغريب فقد فقدت في قلوب بعض الناطقين بها مكانتها فلم يعد أحد يهتم بأبجدياتها أو يفقه قواعدها أو يبالي بنحوها ، أصبح التفريط مذهب الغافلين ، بعد أن ولى الكثير من الناطقين بلسانهم قبل الغرب نحو لغات الأرض في محاوله للبحث عن ملك لا يبلى فأصابت ألسنتهم حاله من اعوجاج في النطق ونقصا حادا في البلاغة والتعبير بعد أن أصبح اللسان الذي يتحدثون فيه أعجمي يحمل كوكتيل من مفردات الغرب ومن مفردات بلاد الهند والسند ما انزل الله بها من سلطان جيئت على حين غفلة من أصقاع الأرض تحاول أن تزاحم لغة اهل الجنة في ارض العرب في اشاره مفزعه الى بدء ظهور العلامات الأولى لفقدان الهوية ، فمن يبحث عن التحديث والذي أصبح عقيده اهل الفن والطرب بعد أن اجتمعت حول هؤلاء الكثير من المؤيدين والمشجعين وأصبحت وسائل التواصل الاجتماعي والقنوات الفضائية تعج بأخبارهم وتشيد بانحراف لسانهم وتصفهم بأنهم نخبة المجتمع والحاملين لراية التحديث ، فيظهر علينا هؤلاء عبر القنوات الفضائية بلسان نعرف بعضه وننكر البعض وكأننا نعيش في عام الحزن على لغتنا العربية.