آخر تحديث :الإثنين-16 سبتمبر 2024-11:14ص


34 ألف جنوبي مبعد يستلمون مرتباتهم المنقطعة منذ 28عامًا

الجمعة - 06 سبتمبر 2024 - الساعة 01:45 م

مصطفى محمود
بقلم: مصطفى محمود
- ارشيف الكاتب


أن كل فعل بلا تاريخ، لا تاريخ له، أي فعل محكوم عليه بالعدم والاندثار. والاستبداد فعل بلا تاريخ لأنه يتعكز على كل ما هو مناف للعقل والضمير، وبالتالي فانه لا يؤدي إلا إلى خراب! وفي أفضل الأحوال فانه لا يصنع إلا صحراء قاحلة لا حياة فيها. وهو الدرس الأول الذي قدمه اليمن لنفسه بعد عقود من الزمن، دفع بالرئيس العليمي يعمل على تحويل هذا الدرس إلى حكمة فعليه لها أسسها في ميادين الدولة والمجتمع و إعادة تأسيس الدولة اليمنية الحديثة وجعلها "حقيقة الحقائق" بالنسبة لليمن ككل، ومن هذا المنطلق .الرئيس العليمي انجز حلول لا اعقد المشكلات في تاريخ اليمنيين منذ ثلاثون عاما تتعلق بحقوق ستون الف جنوبي من كوادر الدولة اليمنية ما بين عسكريين ومدنيين تم استبعادهم من وظائفهم وقطع مرتباتهم لأسباب سياسية صرفة.

اذن ما قام به الرئيس العليمي ليس مجرد إعادة حقوق قانونية لمستحقيها وحسب بل أيضا..بمعنى البرهنة على إن حقيقة الدولة العصرية أو الحديثة هي الدولة الشرعية دولة القانون. التي يعمل الرئيس العليمي واخوانه اعضاء مجلس القيادة الرئاسي على بنائها،
وهذا بدوره ليس إلا الصيغة الأكثر تجريدا للتجارب الوطنية والإنسانية القائلة، بان الضمانة الكبرى للوجود الإنساني الحر يقوم في سيادة فكرة الحق والحقوق والقانون. ومن ثم ليست دولة القانون سوى الصيغة الأكثر كمالا لهذه الحقيقة. وذلك لأنها تجسد من حيث مقدماتها وغاياتها وأساليبها الصيغة الأكثر تطورا للرؤية الوطنية الإنسانية.

(بموجب قرار فخامة الرئيس د. رشاد_العليمي الصادر في منتصف شهر مايو من العام الماضي 2023م، وزارة المالية تعلن عن بدء عملية صرف المستحقات المالية للموظفين العسكريين والأمنيين المبعدين عن وظائفهم في المحافظات الجنوبية والبالغ عددهم أكثر من 34 ألف مستفيد بمبلغ اكثر من تسعه وتسعون مليارات ريال، .. فإلى جانب فرحتنا باستعادة اباءنا في المحافظات الجنوبية لمستحقاتهم يضاف النا فرحه اخرى وهي: انه تم توفير هذا المبلغ في حال عدم تصدير النفط وشحة الايرادات وحروب اقتصادية خبيثة تتلقاها الشرعية وقياداتها السياسية من كل حدبا وصوب وهذا يعني.

ان مسائلة نهوضنا الى مستوى دول الجوار بات ممكننا ولسوف نشرح هذه الجزئية في مقال قادم
المهم انه ليس المقصود بعبارة "حقيقة الحقائق" انفاً سوى الحكمة المتراكمة لدى الرئيس العليمي من إدراك الدروس الكبرى للتاريخ اليمني القديم والمعاصر فيما يتعلق بصيرورة الدولة والهوية والثقافية والسياسية والقومية. فالكينونة اليمنية هي تاريخه العريق، الذي صهرت ثقافة مكوناته المتناقضة والمتنوعة في بوتقة مجلس القيادة الرئاسي لتصنع منه كيانا يمنيا متميزا لا تخطأ العين في رؤيته ولا السمع في الإنصات إليه ولا البصيرة في إدراك مقوماته ولا الحدس في التعبير عن اصالته .