آخر تحديث :الإثنين-16 سبتمبر 2024-10:29ص


أسلوب القرآن في تقدير الخطأ والخطر

الجمعة - 06 سبتمبر 2024 - الساعة 09:47 ص

محمد ناصر العاقل
بقلم: محمد ناصر العاقل
- ارشيف الكاتب



إن تقدير عظم الإنحراف الذي تقع فيه الأمة وابتعادها عن دين الله وتقدير الأخطار المحدقة بها بسبب بعدها عن الله أسلوب قرآني يتطلب من الداعية معرفته وتعريف الناس به وهذه آية من كتاب الله مع مثيلاتها في القرآن تقربنا من فهم المسألة قال تعالى  *(وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها )* إن الكافر لا يشعر بأنه في الموضع الخطأ زمانا ومكانا ولكن الله يعلم بحاله ولذلك صور لنا المشهد وما فيه من فظاعة فهو على شفير جهنم وبنقلة واحدة سيقع فيها ولكن رحمة الله أنقذت المسلمين وأبعدتهم عن هذا الخطر وبقي من لا يزال على الكفر وهم الكثرة من الناس لا يزالون يواجهون الخطر نفسه
فهذا الأسلوب القرآني تجاوز أسلوب الجدل والحجاج وأبعد أدوات التشبيه والتمثيل وجاء بالحقيقة كاملة في أحسن صورة وأبلغ خطاب !  إن بعض النفوس غارقة في الغفلة والضياع والبعد عن الله وهذا الأسلوب يصدمها وبنعشها فتتحرك وتستيقظ من غفلتها ، ولو علمنا أن الله خاطب بهذا المؤمنين  والكفار لأيقنا نجاعة هذا الأسلوب وما استثنيناه في زمن لا يخاطب فيه الكافر بالقرآن ولا يغلظ له بالقول البليغ المؤثر بل تنتقى له ألفاظ وعبارات  تساعده على استمراره في غيه وضلالة ، ولربما كان الكافر خصما لمن أغراه بالضلالة أو أراه وجها من الحقيقة وأخفى عليه وجوها أخرى أشد تأثيرا وأقوم قيلا
ثم انظر في قول الله تعالى وهو يصف مسجد الضرار وحال المسجد والذين بنوه ( أمّن أسس بنيانه على شفا جرف هار فانهار به في نار جهنم والله لا يهدي القوم الظالمين ) كم فيها من بديع التصوير المرعب المخيف الذي كمل لنا صورةالمشهد الأول وكأن الأيتين في سياق واحد وأرانا الأنهيار حقيقة نراها ونحسها ، وكلا من الكافر والمنافق واقع في المكان الخطر الذي سيهوي منه إلى جهنم إلا أنه في الآية الأولى لا يزال المكان صامدا والأمل قائم بإيمان الشخص ورجوعه إلى الحق وفي الثاني صور حالة الأنهيار ووقوع الشخص وفقدان الأمل بالوقوع في جهنم والعياذ بالله منها ومن عمل قرب إليها