آخر تحديث :الإثنين-16 سبتمبر 2024-10:27ص


حلم إضاءة في عتمة ظلام الواقع !

الجمعة - 06 سبتمبر 2024 - الساعة 02:13 ص

حسين الحماطي
بقلم: حسين الحماطي
- ارشيف الكاتب



 نكتب رأي  كإضاءة خافتة علها تنير عتمة ليل الواقع الدامس حالك السواد  هذا اجتهادنا ومقدرونا حين نمسك القلم  للكتابة ولانملك فانوس جحا السحري للتغيير وتحقيق الاحلام والتطلعات  فالتغيير حلم والرأي اجتهاد والاهم ان نقول الرأي المجرد من الأنا ومن التبعية او المحاباه، الرأي الذي يحمل ضمير الإنسان والنظرة العميقة في  الدعوة للتصحيح للتغيير  الأهم النية وإنما الأعمال بالنيات. 

لكن كيف يحصل التغيير؟

اذا الغالبية تعيش مأساة الفساد الفكري والثقافي كامر واقع في وطننا نتيجة اسباب وعوامل كثيرة والامر  هنا يحتاج وقفة جادة وطنية وانسانية ودينية في المقام الاول لان الشي الملاحظ ان الأصوات الحرة المستقلة اصبحت قليلة جدا سياسيين ومثقفين واعلاميين  وغيرهم من النخب .
والبعض لسان حاله لاحياة لمن تنادي ؟! في بلد كبلدنا اليمن فمثلا نحن بالجنوب كان عندنا حلم ناضلنا لأجله كثيرا وقدمنا قوافل من الشهداء لأجل عودة دولة النظام والقانون التي عشناها يوما واقع في عهد حكم الاشتراكي رغم مساوئه او سلبياته  الا ان النظام كان نظام صارم وقضاء عادل وكان في شيء اسمه تعليم نوعي ونموذجي وكان في راتب يكفي الموظف لاعالة أسرته  وكان في امن واستقرار بالمختصر كانت دولة لها من اسمها نصيب دولة إدارية مركبة ونموذجية فحين يراودنا الحنين للماضي فطبيعي يطرأ على بالنا تلك الدولة و ذلكم النظام والجيش القوي المؤهل والامن بغض النظر عن الحروب التي قامت في عهده وكانت خطا لعدم توافق القيادات فلنا في الخلاف والقتال على الكراسي واختراق المنظومة الحاكمة من قبل المتربصين  باع طويل من ١٩٦٧ إلى يومنا هذا  !
لكن اليوم ماذا نقول ومن يسمع حتى الرأي العام ونظرة النخب  للمشهد وتحليله وشرحه في الغالب ينطلق  من وقوفي مع هذا الطرف ضد هذا بغض النظر عن ماهي مزايا هذا وذاك !
وكل القوى السياسية التي وصلت للسلطة من عهد عفاش لليوم قد تشبعت بثقافة الفساد وان اختلفت النسبة والكيفية  لكن أصبح الكل غارق في الفساد وتجده ينتقد الفساد لكن قد يتعامل به كواقع أصبح  وعلى قوله احد أصدقائي يوما ابني عمارتك وأمن مستقبلك والدنيا فرص غدا لن نكون هنا في هذا المكان يقصد وظيفته القيادية. 
فإذا اصبحنا جميعا متشبعين بهذه الثقافة التي فرضها الواقع والنخب السلطوية المتعاقبة على كراسي الحكم  منذ ١٩٩٠م  إلى يومنا  هذا من ينقذ البلد من واقع الفساد وثقافة الفساد الذي دمر كل شي حتى التعليم وبعض القيم الإنسانية والثوابت الوطنية ؟
العجيب والغريب حين أرى من لازال  يروج ويطبل لهذا الطرف او هذا المسؤول وانه افضل من هذاك  ونحن كما شرحت نعيش حالة انحدار فكري وثقافي فلم يعد الوطن نفس الوطن المقدس  الذي ننشده ونخاف عليه ولم تعد الثورة  ثورة فكر وتتغير خصوصا عند القيادات فالثورة  بنظرهم هي طريق الوصول الى الكرسي وبلوغ  الجاه والطريق المختصر إلى الثروة نعم كانت الثورة تعني التغيير من الا سوأ إلى الا فضل 
من الظلم إلى العدل من الجهل إلى العلم والنور  من حكم المليشيات إلى حكم الدولة والنظام والرقي والتحضر والتطور  واحترام آدمية الانسان وحريته وآمنة واستقراره. 
واليوم اصبحت الثورة اصبحت شعار وقودها بعض الوطنيين الفقراء  من أبناء الشعب وثمارها  للثورجيين الكبار واهدافها منصب وكرسي وثروة وجاه ليس إلا ... او ليس هذا مانراه جليا  امام اعيننا  ام ان عند البعض منا عمى الوان  ؟

 الذي لفت نظري ان صوت الاحرار موجود بكل زمان ومكان وان كان أقل ولكن لاحد يسمعهم  ولا وجود  لهم في قائمه اهتمام القيادات الفاسده
لان الطيور على أشكالها تلتقي فالرواج اليوم للمطبلين والمروجين للوهم  وهم الاكثر   والكثير منهم لسان حاله نحن نعيش الواقع ونصارع في اطاره  للبقاء على قيد الحياة فالحرية المثالية في الرأي الحر والذي يكون حقيقة مجردة لم يعد مسموع  ولايمكن ان يتقبله احد بل ان البعض قد يسخر منه وهنا المشكلة لان المجتمع أصبح يتعامل مع الفساد كامر واقع ويستنكر ماكبر منه كعرف وتقليد ومايقوله الناس ككل فقط، ولكن لايرى تفاصيل في القول والكلمة والرأي والسلوك 
وقد ينتقد امر ما  ويتعامل في اطاره وهنا يصبح امر مألوف وغير مستنكر وعاده  كمثال ان يوقفك  جندي في نقطة وتطلع كل اواق سيارتك نظامية ولاتوجد لديك مخالفة ومع هذا يقول لك حق النقطة يعني سلوك مخالف للنظام ولوظفيته وسلوك  أصبح مألوف وهو جزء بسيط  من الفساد او بداية  الطريق المنحدرة تجاه الفساد الأعظم والاكبر  !
فهنا لا نلوم احد بالمطلق  لكن اقل مايمكن يقول  الواحد منا كلمة الحق في رأية فالصمت  افضل ولا ان يكون بوق للفساد وطبل ومزمار  للفاسدين فقد يأتي يوم ويتفق المتخاصمين والمتحاربين من هوامير السلطة ويحكمون  لكن ثقافة الفساد ووعي الناس هو المعضلة التي راح يعاني منها الوطن والشعب لعقود  ان لم تكون هناك قوى وطنية سياسية ومفكرين واعلام مسؤول يتجه لثورة وعي وخطاب راقي وعلمي واستراتيجي  يسهم ويغير مفاهيم ووعي الشعب تجاه القيم والمبادئ الإنسانية والوطنية وتجاه التعليم واهميته واحترام وتقدير الكفاءة في القيادة والوظائف العامة والتي هي اساس قيام الدول الناجحة والمجتمعات الراقية والمتحضرة