آخر تحديث :الإثنين-16 سبتمبر 2024-10:25ص


خميسكم دافئ مع ذكريات المذيعة اللبنانية نجوى قاسم

الخميس - 05 سبتمبر 2024 - الساعة 10:11 م

سناء العطوي
بقلم: سناء العطوي
- ارشيف الكاتب


لطالما شعرت بالضيق متى ما سألني أحد عن أغنيتي المفضلة من أغانيها! لم أستمع يوماً إلى أغنية منها على أساس أنها حالة منفردة، مستقلة عن سياق حكاية كاملة ترويها كل تلك الأغاني، ليختبئ في كل واحدة منها جزء من عمري وتربيتي وتفكيري ونظرتي إلى الحياة.

إذ أشعر وكأن السؤال أطاح برحلتي فوق السحاب وأنا أستمع إليها، ليعطيها إطارًا يضيقها، فأستغرب السؤال، وأجيب بالنفي بكل تقاطيع وجهي: عيوني، حواجبي، شفتاي المقلوبة، بلغة تقول للسائل: إياك أن تسأل هذا السؤال مرة أخرى!

وفي أحد الأيام سمعت أغنية "من عز النوم بتسرقني... بهرب لبعيد بتلحقني"، التي أعشقها، فقفزت عن مقعدي وعيوني ترقص فرحًا بها، فسألني إن كان لها ذكرى محددة، فنفيت كما وصفت سابقًا، وأنا أقول في نفسي: كم هي عقول الرجال صغيرة أحيانًا!!

وفيما أتنفس ضيقًا وتعبًا... وحبًا، بين فصل وآخر، تمر زائرة "من عز النوم" التي سمعتها آلاف المرات، وأنا أتساءل عن أي حب تتكلم فيروز فيها؟ أي حب ذلك الذي "من بين الكل بيسرقني... وبثلج الماضي بيحرقني"؟

واسمعها الآن فيحضر أمامي ضاحكًا مستهزئًا بي هو هذه المرة وهو يقول: إنه أنا!

فعلاً فعلها!! سرق حتى أغنية العشق المفضلة عندي... بعدما سرق الكثير مني دون أن يعترف، وفي الحقيقة من دون أن يعرف! "من بين الكل بيسرقني"... هكذا أجد نفسي بين الناس!

"وبثلج الماضي بيحرقني"... لكثرة ما تساءلت عن معناها، لقد جعلها جزءًا من علاقتي بقلبي وروحي... لقد سرق مني حتى فيروزي!