آخر تحديث :الإثنين-16 سبتمبر 2024-10:41ص


ثوار خانوا الوطن

الخميس - 05 سبتمبر 2024 - الساعة 09:00 م

حسين السليماني الحنشي
بقلم: حسين السليماني الحنشي
- ارشيف الكاتب




تعتبر الأموال المتدفقة على الثورة والثوار من أخطر ما يعيق حركة التحرر الوطني ، بينما لها في الجانب الآخر أهمية قصوى في إتمام مالم يستطع عليه الثوار إذا حسن التصرف فيها، لكن حينما يفتح الثوار صدورهم وقلوبهم للأموال هنا يبدأ العد التنازلي لأهداف الثورة، أو أي حراك شعبي، على خط الثوار النظيف والحراك السياسي أو أي مطالب حقوقية، مثل نقابات العمال التي تبيع العمال، لكن الدعم المتكافئ في تبادل المصالح المشتركة أو المصالح الخاصة بكل من الداعم والثائر، اذا توافقت مصالح الداعم في نيل المطالب الوطنية للثوار، حينها يصبح الدعم لايمس بالثوابت، ولا يقف في إعاقة تحقيق الأهداف المرجوة من الثورة.
لكن حينما يفتح لتلك الأموال الأبواب على مصراعيها تصبح أعظم ممن تهدد الثورة والوطن من المستعمر أو الدكتاتور، بل ويصبح الثوار قطيع يسوقه الداعم له إلى العيوب ويعريه تماماً عن المبادئ، بل ويصبح الثوار عبارة عن لصوص وقطاع طرق وعصابات تعمل بالأجر أو لمن يدفع، فلا يعرفون الحلال ولا يعرفون الحرام...
بل لم يكن الوطن والشعب له أي قيمة في نظرهم، وتجد هؤلاء إذا تغنوا بالشعارات فقط باب المصالح العائدة عليهم، وتعتبر الشعارات عندهم خالية من الروح الوطنية، وهي مجرد كلمات لاتجيب ولا تأخر بينما كان يعلق عليها آمال وتطلعات الشعب في بناء المستقبل الموعود، وتعتبر نشيد يتغنى به الكثير من الشعب، لكنه عند من خانوا الثورة أصبح أجوف خالي من روح النضال والزحم الشعبي وباتت الرؤية ضبابية عند المجتمع، وأحلام الشعب لا تجد لها مكاناً وجميع الأبواب التي كان الشعب يريد دخولها أغلقها من خانوا الثورة والتي يرون من خلالها مستقبلهم في عهد الثورة، وتحولت الأحلام إلى جدار عازل، يحول دون وصولهم إلى مبتغاهم، بل ويتركون الشعب في ظلمات دون نور يتخبطون مع ظروف الحياة في صراع دائم من أجل البقاء. وفي هذه العصور ازدادت ظاهرة بيع الاوطان والشعوب، كما نلاحظها في الإبادة الجماعية التي تحصل للشعب الفلسطيني، ولا يحرك ساكناً أمام تلك المجازر!
وفي الأوطان التي سرقت ثوراتهم تجد الخونة يمجدون (الشاة الحلوب) في خطاباتهم؛ مؤكدين على أهمية العلاقات معها من أجل تحقيق أهداف الثورة؛ بأن ما قدموه يعتبر العمود الذي أوصل الثورة إلى منجزات لم نكن نحلم بها للثورة ولايمكن الاستغناء عنهم في هذه المرحلة الصعبة !!!
هنا يأتي السواد والظلمة على تلك الأحلام الوردية وتفتح طرق أخرى للشعب مليئة بالأشواك.
كل هذا لم يكن أن يقع أن كان المخلصون يمسكون بزمام الأمور؛ لكنها الخيانة العظمى في حق الثورة والوطن ممن انتسبوا للثورة كذباً وزورا !
مما دفع الشعب أثمان باهظة التكاليف في عهد الإحتلال أو الاستبداد والقمع الذي كانوا فيه.
فتتحول الثورة إلى ثورة من أجل العثور على الثائر المخلص !