آخر تحديث :الإثنين-16 سبتمبر 2024-10:29ص


ميثاق الشرف الإعلامي والأقلام المأجورة

الخميس - 05 سبتمبر 2024 - الساعة 07:21 م

فهد البرشاء
بقلم: فهد البرشاء
- ارشيف الكاتب





تابعت في اليومين الماضيين ميثاق الشرف لإعلاميي الدلتا الذي أبرموه فيما بينهم ومانصت عليهم فقراته ومواده التي نرجوها ونتمناها جميعنا في حياتنا الصحفية، حتى وإن لم نكن أهلًا لهذه المهنة السامية والأمانة الجسيمة..

قبل هذا الميثاق مواثيق عدة أبرمناها ووقعنا عليها وقلنا فيها مالم يقله قيس في (محبوبته) لأتنا نهفو للشرف (المهني) والأخلاق الصحفية، والصدق في التعامل، والأمانة والكلمة، فالإعلام والصحافة قبل أن تكون حبراً على ورق، فهي أمانة ستقف بها بين يدي الله..

مواثيق الشرف المهني ليست كلمات رنانة، وشعارات معسولة، وأحرفًا منقمة، بل هي التزام وثقة،وخطوط حمراء. كجبال شاهقة لا ينبغي أن تجتازها اللا أخلاق والوقاحة والسوقية والعدائية والحرب الإعلامية والتناحر الصحفي بالمقالات (والبوستات) مهما كانت الدواعي الحزبية أو الشخصية التي تملي على بعض الأقلام أن تنجر خلف رغباتها وغاياتها الشخصية من أجل ريالات لاتسمن ولاتغني من جوع..


بالماضي القريب أحدهم يقدح في زميل له، ويصف بأقذع الألفاظ ويكيل عليه من الشتائم والكلمات الجارحة التي يخجل منها الإنسان السوي السليم الذي يدرك أن الكلمة (شرف)، بل وتطاول عليه وقال فيه مالم يقله (مالك) في الخمر، والسبب أن الأول انصاع لرغبة أسياده ومن يغدقون عليه من أموالهم فتناسى كل شيء ونسف كل المواثيق والصداقات وكتب بفجور ووقاحة، فأين المواثيق..؟

وبالأمس القريب ذات الشخص يتغنى في ذات الزميل له ويترنم باسمه ويكتب فيه شعراً ونثراً وأدباً وكأن شيئا لم يكن، ليس لأنه متسامح أو طيب القلب حد تعبيرنا (الساذج) بل لأنه يميل حيث الرياح تميل ، وبما يتناسب مع مصالحه الخاصة التي لاتتعدى الريالات البائسة الهزيلة..

حينما نتحدث عن المواثيق وشرفها ، فعلينا أن نتحدث عن الأخلاق والصدق والأمانة قبلها، فإن وُجدت كان بها وإن لم تتوفر فكل ذلك مجرد ضحك على الذقون ومضيعة للوقت وبيع الوهم في سوق النخاسة..

بات الواحد منا يسير وفق أهوائه ومزاجه ورغباته وتوجهاته الحزبية والشخصية ومن أجلها مستعد أن يهدم كل القلاع (المشيدة) وينسى كل العهود والمواثيق ولو كتبناها بماء (العين)، وسطرناها على صفحات القلب..

اليوم الكل يدعي وصلاً بالإعلام والصحافة وهي لاتقر بوصلهم بالاً، من أمسك قلماً أو أنشأ صفحة فيسبوكية أو غيرها هاجم الكل دون أي مسوغ قانوني وكتب لمجرد الكتابة مع أنه غير قادر على التمييز بين ابجديات اللغة العربية..

إذن لاتحدثوني عن أي مواثيق قبل أن نصحح (أخلاقنا) وننقي (قلوبنا) من أية شوائب وولاءات حزبية ومناطقية وشخصية، فالكلمة (شرف) وشرف الرجل هي الكلمة..

دمتم بخير..