آخر تحديث :الإثنين-16 سبتمبر 2024-11:47م


صرخة الجنوب العربي.. لن نيأس ولن ننسى ولن نهزم!

الخميس - 05 سبتمبر 2024 - الساعة 02:31 ص

اسامة العمودي
بقلم: اسامة العمودي
- ارشيف الكاتب


في لحظات العتمة التي تكتنف حياتنا، عندما تبدو الظروف وكأنها طوفان يغرقنا، وعندما يتسلل اليأس إلى أعماق الروح ويخنق الأمل بقبضته، هناك دائماً بصيص من النور ينقذنا من هذا الغرق. تلك اللحظات التي تبدو وكأنها نهاية المطاف، ما هي إلا اختبار لصلابة الروح، ولقوة الإيمان بالحق والعدالة.

في هذه الأوقات، أجد نفسي مدفوعاً بقوة خفية نحو سماع أغاني عبود خواجة الثورية. تلك الأغاني، التي تعود إلى الفترة من 2007 حتى 2015، ليست مجرد ألحان تملأ الأجواء، بل هي صرخات من قلوب أبت أن تستسلم، وأرواح رفضت أن تخضع للظلم. مع كل كلمة أسمعها، تمر أمام عيناي صورة شهيد ضحى بنفسه من أجل التحرير والاستقلال، واستعادة الدولة الجنوبية كاملة السيادة. هؤلاء الأبطال، الذين ارتوت الأرض بدمائهم، هم الشعلة التي تنير دربنا، وهم الرمز الذي يذكرنا بأن قضيتنا عادلة، وأن تضحياتهم لم تذهب سدى.

تبدأ الأغاني وكأنها تعيد لي الذكريات وتُشعل في داخلي شعلة النضال: من "صاحبي جاب فريقة" إلى "التسامح والتصالح"، ومن "شعبك يالجنوب ستعد" إلى "أنا بنك يا الجنوب الحر". وأشعر بتلك القوى الثورية تشتعل من جديد مع "اليوم شمر ساعدك"، و"الله أكبر ياصمود أسطوري"، و"حررنا العند والعنيد". أغنية بلادي بلادي الجنوب جمهورية عاصمتها عدن

غريب وعجيب ما هذا الأثر والتأثير الذي تركته تلك الأغاني والكلمات في النفس! فبمجرد أن أسمع تلك الكلمات، أشعر بشيء ما يتحرك في أعماقي، شعلة ثورية تشتعل من جديد. كأنها تذكرني أنني لم أكن وحدي يوماً، وأن هناك أجيالاً من الثوار الذين مروا بما أمر به، ومع ذلك لم يتخلوا عن مبادئهم، ولم يلقوا بأسلحتهم.

فجأة، ينهض في داخلي ذلك الشعور الذي ظننته قد تلاشى، شعور بأن النضال لم ينتهِ، وأن الطريق لم يكتمل بعد. أقول في نفسي: لن أيأس، لن أستسلم، لن أنهزم. فالظروف مهما كانت قاسية، والواقع مهما بدا مظلماً، لا يمكن أن يقف في وجه إرادة شعب قرر أن يعيش بكرامة.

أغاني عبود خواجة تعيد لي ذلك الأمل، تذكرني بأننا كنا نقف في وجه العواصف، وأننا كنا نحمل أرواحنا على أكتافنا دون خوف. تعيد لي تلك الذكريات التي تدفعني للاستمرار، وتؤكد لي أن النضال ليس مجرد مرحلة، بل هو مسيرة مستمرة حتى يتحقق العدل.

لن ننكسر طالما فينا نبض، وطالما فينا عزيمة لا تلين. لن ننسى من سبقونا في درب الحرية، ولن نتراجع أمام أي تحدٍ. فنحن أبناء الجنوب العربي، نحمل في قلوبنا راية الحرية، ولن نسمح لأحد بأن يطفئها. هذا هو عهدنا، وهذه هي رسالتنا: لن نيأس، لن ننسى، ولن نهزم! .