آخر تحديث :الإثنين-16 سبتمبر 2024-10:29ص


واقع التعليم في أبين

الأربعاء - 04 سبتمبر 2024 - الساعة 09:46 م

فهد البرشاء
بقلم: فهد البرشاء
- ارشيف الكاتب




الحديث عن التعليم في أبين ذو شجون ويحتاج مجلدات كي نخط عنه ونسبر أغواره المؤلمة وإنتكاساته المتتالية بسبب عوامل التعرية التي أصابته منذ سنوات، ومنذ أن أعّوج عوده ولم يستقم..

وكيف كان صرحاً شامخاً مهاباً نفاخر به ونعتز به لاننا تلامذته وخريجو معلميه الأفاضل الذين نحتوا في جدران فصولنا الدراسية حتى رسموا لنا مستقبلاً جميلاً رغم قسوة الحياة وظلم الواقع لنا، ثم (هوى) وبات أطلالاً نندبها ونبكيها بحرقة والم..

لن نرم المسئولية على شخص بعينه أو جهة بعينها فالعوامل والمنقصات التي أودت به وأدخلته مرحلة الموت السريري كثيرة ولاتعد ولاتحصى، ولكن هناك من ساعد على توقف عجلة التعليم النوعي والمعلم الكفؤ والإداري النزيه..

ولعل أهم الأسباب غياب الوزاع الديني وتحنط بعض الضمائر وعدم وجود رقابة تحق الحق وتبطل الباطل وتميز الغث من (السمين)، بعد أن اختلط حابل مؤهلي الثانوية بالإعدادية، وطمس تماماً دور من يتملكون الشهادات الجامعية التي لاتزال على شيء من لبن التعليم المسكوب..

في أبين كان التعليم يحتل المرتبة الأولى وتعد مدارسه من أفضل المدراس على الإطلاق من حيث جودته ونوعيته ومعلميه الذين فرضوا هيبتهم ومكانتهم وقوتهم من خلال رسالتهم السامية ومؤهلاتهم التي أجبرت الجميع على أن يرفعوا لهم القبعات احتراماً وتقديراً وتعظيماً..

إما اليوم فحدث ولا حرج وعدد ماشأت من السلبيات التي يندى لها الجبين (الحي) مع تقديري واحترامي لكل معلم يعي جيداً جسامة الرسالة السامية ويؤديها بكل نزاهة وصدق ومخافة من الله رغم (المنقصات) التي (قتلت) بداخل المعلمين الكثير من مبادئ وقيم التعليم القيّمه..

لن ينكر واقع التعليم (الهش) إلا كاذب او متمصلح أو ربما شخص يغرد خارج (سرب) الجماعة والمحافظة ويتنعم بخيرات البلاد ويرتاد أبناؤه مدارس خاصة يتلقون فيها تعليماً نوعياً ممتازاً، ثم يأتي من مقيله (ليطبّل) لهذا أو ذاك وينفخ هذا وذاك..

ولايمكن أن نغطي عين الشمس (بمنخل) كما يقال في واقع المعلمين ووضعهم المزري وكيف وصلت بهم حال البلاد إلى الهاوية وازرت بهم حتى بات راتب الواحد منهم لايكفي (لقوت) أبنائه، ولكن يظل التعليم أسمى وأجل، فإما تخوض غماره بضمير أو تتركه بشرف..

ومن عوامل (التعرية) التي طالت التعليم وضع المدارس التي لم تعد بيئة صالحة للتعليم لأسباب عديدة إما لعدم وجود الكتاب المدرسي أو ندرته، أو لعدم وجود فصول دراسية وإضطرار البعض للدراسة تحت الأشجار أو لعدم وجود (رقابة) جادة لاتعرف النفاق والتزييف والمداهنة..

أعيدوا لتعليم أبين هيبته ومكانته وقيمه وأحفظوا (ماء) وجهه من عبث العابثين الذين لايعرف بعضهم خمسة الخمسة كم، فلو ظل الحال كما هو عليه من المؤكد أنه خلال السنوات المقبلة سيصبح التعليم في خبر كان..