آخر تحديث :الأحد-22 ديسمبر 2024-03:30ص

خيوط الظلام.. التاريخ الأمامي من المهد إلى اللحد

الأربعاء - 04 سبتمبر 2024 - الساعة 11:47 ص
عبدالكريم صلاح.

بقلم: عبدالكريم صلاح.
- ارشيف الكاتب


اليوم ومع دخول شهر سبتمبر العظيم لعام 2024م سأضع بين أيديكم ملخصا للجزء الثاني لأحد الكتب المهمة والتي توثق جرائم الأئمة الزيدية اسلاف الحوثيين والذي يعتمد على مصادرهم الذي وثقوا بها جرائمهم متفاخرين بانجازاتهم الارهابية وقمعهم للشعب اليمني المغلوب على امره.انه كتاب "خيوط الظلام" للباحث اليمني والمؤرخ عبد الرحمن البتول. واتمنى من كل المهتمين الاطلاع على الكتاب وسوف تجدونه متوفر في شبكة الانترنت.
في الجزء الثاني من كتاب "خيوط الظلام" لعبد الرحمن البتول، يتناول الكاتب بعمق فترة حكم الأئمة الزيدية في اليمن، كاشفًا عن أوجه القمع والاستبداد التي مارسوها على الشعب اليمني. يمتد حكم الأئمة الزيدية لأكثر من ألف عام، وفي هذه الفترة، ساد نظام حكم استبدادي جعل السلطة المطلقة في يد الإمام وحده، مما أدى إلى تدهور الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في اليمن وتأخرها عن باقي العالم.
يتناول هذا الجزء:
القمع الديني والسياسي
من أهم سمات حكم الأئمة الزيدية هو القمع السياسي والديني الممنهج. كان الأئمة يسيطرون على السلطة بشكل مطلق، حيث كانوا يعتبرون أنفسهم ظل الله على الأرض، مما أضفى على حكمهم طابعًا دينيًا يصعب معارضته. أي محاولة للخروج على هذا النظام كانت تواجه بقمع شديد، غالبًا ما كان يؤدي إلى النفي أو الإعدام. استخدم الأئمة الفتاوى الدينية لتبرير تصفية معارضيهم، الذين كانوا يُتهمون بالهرطقة أو الخروج عن الدين.
أحد أبرز الأحداث التي يوثقها الكتاب هو كيفية تعامل الأئمة الزيدية مع القبائل المتمردة أو تلك التي حاولت أن تحتفظ بشيء من الاستقلالية. كانت هذه القبائل تواجه حملات عسكرية قاسية تهدف إلى فرض الولاء التام للإمام، وغالبًا ما كانت تنتهي هذه الحملات بتدمير القرى وقتل عدد كبير من الناس وتشريد الآخرين.
التجهيل المنهجي وعزل اليمن عن العالم
سياسة التجهيل كانت من الأدوات الأساسية التي استخدمها الأئمة الزيديون في تثبيت حكمهم. منع الأئمة اليمنيين من تلقي أي نوع من التعليم الذي قد يؤدي إلى وعي سياسي أو اجتماعي. كانت المناهج الدراسية تقتصر على العلوم الدينية التي تخدم مصالح الإمام وتؤكد على طاعته. وبهذا، تم تحويل المجتمع اليمني إلى مجتمع معزول، لا يعرف عن العالم الخارجي شيئًا، مما أدى إلى تفاقم التخلف وانتشار الأمية.
إضافة إلى ذلك، فرض الأئمة عزلة تامة على اليمن، حيث لم تكن هناك علاقات دبلوماسية أو تجارية مع العالم الخارجي إلا من خلال قنوات ضيقة تخضع لرقابة شديدة. هذا العزل كان يهدف إلى منع أي تأثيرات خارجية قد تدعو إلى التغيير أو التمرد ضد الحكم الزيدي.
استنزاف الموارد ونهب الثروات
تطرق الكتاب أيضًا إلى استنزاف الأئمة الزيديين للموارد والثروات في اليمن، حيث كانت الضرائب تُفرض بشكل عشوائي وجائر على المزارعين والتجار، بينما كانت تذهب هذه الأموال لدعم رفاهية الإمام وحاشيته، أو لتمويل الحملات العسكرية ضد المعارضين. هذا النظام الضريبي القاسي أدى إلى إفقار المجتمع اليمني وزيادة الفجوة بين الفقراء والأغنياء، حيث كان الأئمة وأتباعهم يعيشون في ترف بينما يعاني معظم اليمنيين من الفقر المدقع.
الاستبداد الاجتماعي ومحاربة التغيير
لم يكن القمع والاستبداد مقصورًا على الجانب السياسي فقط، بل شمل أيضًا الجوانب الاجتماعية. حاول الأئمة الزيديون الحفاظ على النظام الاجتماعي التقليدي والقائم على التراتبية الطبقية التي تعطي الأفضلية لطبقات معينة على حساب أخرى. أي محاولة لتغيير هذا النظام الاجتماعي كانت تُقابل بالرفض الشديد والقمع، حيث كان يُنظر إلى هذه المحاولات على أنها تهديد مباشر لسلطة الإمام ونفوذه.
التأثيرات طويلة المدى
النتائج الكارثية لهذه السياسات القمعية والاستبدادية لا تزال واضحة في اليمن حتى اليوم. المجتمع اليمني عانى طويلًا من التبعات الاقتصادية والاجتماعية التي خلفها حكم الأئمة الزيديين. الفقر والجهل والتخلف أصبحت سمات مميزة لليمن خلال هذه الفترة، مما جعل اليمن يتأخر عن ركب الحضارة والتطور.
خلاصة القول، يكشف كتاب "خيوط الظلام" عن الوجه الحقيقي لحكم الأئمة الزيديين في اليمن، وهو حكم قائم على القمع والاستبداد واستغلال الدين لتحقيق مكاسب سياسية. هذا الحكم لم يكتفِ بإفقار اليمنيين اقتصاديًا واجتماعيًا، بل ساهم أيضًا في عزل اليمن عن العالم الخارجي، مما أدى إلى تراجع كبير في كافة مجالات الحياة.
واليوم، وفي ظل التحديات التي تواجه اليمن مع وجود حركة الحوثيين، الذين يعدون امتدادًا لفكر الأئمة الزيديين، يصبح من الضروري أن يعي اليمنيون تاريخهم ويستخلصوا منه العبر ليتجنبوا الوقوع في نفس الأخطاء التي تسببت في مآسي الماضي.