ضباطنا الكرام:
اكتب إليكم اليوم بقلب يملؤه الحزن والأسى، لما نراه من ممارسات مؤلمة تتسلل في جنح الظلام إلى أروقة العدالة، وظاهرة انتشرت في الاونه الاخيره، الا وهي ظاهرة التعذيب في السجون،
لقد أصبح التعذيب في السجون، سواء كانت قانونية أو غير قانونية، وصمة عار على جبين الإنسانية، وجرحاً غائراً في ضمير العالم،
إن الضابط الحقيقي ليس ذلك الذي يبسط قوته على الأجساد الضعيفة، ومن صاروا بين يديه ليس لهم حول ولاقوة الاضمير الضابط المحقق بعدالله، واقول بعد الله فاعلم ان الله موجود ثالثكم،
بل الضابط والمحقق الحقيقي هو من يسمو بعقله وروحه فوق كل إغراءات العنف، إن العدالة ليست مجرد كلمة تُردد، بل هي قيمة تُحترم، وإيمان يُمارس، يجب أن نُذكر أنفسنا دائماً أن المتهم، مهما كان، له حقوق لا تُمس، وكرامة لا تُهان، فلا يُعاقب إلا بموجب القانون، ولا يُنتزع الاعتراف من شفتيه إلا بالحجة والبرهان،
إن استخدام العنف والضغط في التحقيقات وجمع الاستدلالات هو دليل ضعف، ليس فقط للضابط، بل للنظام الشرطوي بأسره الذي يغض الطرف عن هذه الانتهاكات،
إن القوة الحقيقية تكمن في القدرة على التحليل، في استخدام العقل لا اليد، في استنباط الحقائق دون اللجوء إلى التعسف، والعنف،
ضباطنا الكرام، دعونا نكون شعلةً تنير درب العدالة، لا ناراً تحرق قيمها، دعونا نُظهر للعالم أن العدالة ليست مجرد شعار، بل هي عهد لا نخونه،
إن بناء مجتمع عادل يبدأ من احترام حقوق كل فرد فيه، حتى وإن كان متهماً،
لنحول مراكز الشرطة والسجون إلى أماكن لتحقيق العدالة، لا إلى ساحات للظلم والتعذيب،
ولنكن حُراساً للكرامة والإنسانية، مدافعين عن الحق، مناصرين للعدالة الحقيقية،
لأن نحن كضباط شرطه دورنا الحقيقي هو أن نكون حُراساً امنا للحقوق والواجبات واكثر تحلي بالصبر،
لنُظهر الحقيقه كما هي دون زيف أو تدليس، نحن للمتهم وعليه حتي نثبت ادانته أو برائته، فمن للعداله والأبرياء غيركم،
ان الامن يتحقق بايماننا بالامن للجميع أن المتهم الذي بين أيدينا انما هو في الحقيقه مريض واجب علينا علاجه والعلاج أن كان بريئاً لانجعل منه مجرم رغماً عن انفه يخرج من بين أيدينا متدرب خالص علي العنف وناقم علي المجتمع وعلي كل شئ،
وإنما نريد علاجنا له بأن يخرج مواطن صالح في المجتمع، تكون فترة التحقيقات دوره تدريبيه في الاخلاق والوطنيه وحب الاخرين والإيثار،
ان التعذيب واستخدام اليد والعنف اثناء التحقيق وجمع الاستدلالات ظاهره يجب أن تنتهي بضمير حي من جميع منتسبي الامن والشرطة،
حفظكم الله ورعاكم حماةً للعدل والإنصاف والحقيقه كما هي .