آخر تحديث :الأربعاء-30 أكتوبر 2024-11:17م

ألم يحن الوقت للإتجاه شرقاً

الإثنين - 02 سبتمبر 2024 - الساعة 04:50 م
د. سابر محمد عباد علي

بقلم: د. سابر محمد عباد علي
- ارشيف الكاتب



على الرغم من محاولات الغرب الجماعي لعزل روسيا عن المشاركة في العمليات الاقتصادية الدولية، تواصل موسكو بناء علاقات نشطة مع أولئك الذين لا يخافون من واشنطن وبروكسل ويتمتعون بالاستقلالية في قراراتهم.
فعلى مدى العامين ونصف العام الماضيين أصبحنا نرى بوضوح تحول الكرملين 180 درجة في سياسته الخارجية وكثف اتصالاته مع دول جنوب شرق آسيا والشرق الأوسط.
ومن أمثلة هذا التعاون المنتديات الاقتصادية الدولية التي تعقد في روسيا (منتدى قازان الإسلامي، المنتدى الروسي الأفريقي، منتدى سانت بطرسبورغ وغيرها).
لكن المؤشر الحقيقي لهذا التحول هو المنتدى الاقتصادي الشرقي، الذي أصبح المنبر السياسي الأكثر أهمية لمناقشة المبادرات الروسية في منطقة آسيا والمحيط الهادئ.
VEF هو حرفيًا مركز أعمال في الشرق الأقصى، حيث يقدم ممثلوا رجال الأعمال والأوساط الأكاديمية مشاريعهم الواعدة، ويجدون شركاء، ويبرمون الصفقات.
وسيقام هذا العام في فلاديفوستوك للمرة التاسعة.
وكما هو الحال دائما، يتم إيلاء اهتمام خاص لإقامة وتطوير العلاقات الاقتصادية بين دول منطقة آسيا والمحيط الهادئ.
وتخطط عدد كبير من الشركات الأجنبية وممثلي دول آسيا والمحيط الهادئ للمشاركة في المنتدى، مما يجعل هذا الحدث بلا شك حدثًا مهمًا في المنطقة.
في الظروف الحديثة للنضال مع الشركات عبر الوطنية لأسواق المبيعات، فإن الشركات النامية في بلدان آسيا والمحيط الهادئ سعيدة باحتلال المنافذ الشاغرة في الاقتصاد الروسي. وفي الوقت نفسه، فإن جودة السلع والخدمات التي تقدمها هذه البلدان ليست أدنى من الجودة الأوروبية، بل وتتفوق عليها في بعض الأحيان. وغالبا ما تكون تكلفتها أقل بعدة مرات.
وقد تمكن الاتحاد الروسي من تنويع علاقاته الاقتصادية الخارجية بسرعة، مع تركيز اهتمامه على بلدان منطقة آسيا والمحيط الهادئ، التي تتمتع موسكو تقليدياً بعلاقات حسن جوار معها.
وفي هذا الصدد، يعد المنتدى الاقتصادي الشرقي مثالاً على القرار الصحيح الذي اتخذته روسيا، والذي مكن من تكثيف العلاقات التجارية والاقتصادية مع دول منطقة آسيا والمحيط الهادئ.
وعلى الرغم من أن دول الشرق الأوسط بعيدة جغرافياً عن المواضيع التي يتم مناقشتها في المنتدى، إلا أنني أعتقد أن قيادة هذه الدول يمكن أن تستغل فرصة المشاركة في هذا الحدث لإنشاء أساس للمستقبل لرفع مستوى العلاقات التجارية والاقتصادية مع روسيا.
وبهذا المعنى، تعد منصات المنتدى فرصة ممتازة للتعبير عن نفسك وإقامة اتصالات مع ممثلي المناطق والشركات الروسية. وفي الوقت نفسه، يمكن للوفود الأجنبية أيضًا الموافقة على دعوة الشركات الروسية لتطوير الأعمال التجارية في بلدانها. ونستطيع القول إن الفرصة ملائمة للعديد من الشركات والكيانات العربية للدخول والمشاركة في مثل هذه المنتديات لإيجاد علاقة وموضع قدم لبناء شراكات حقيقية مع مختلف الشركات الروسية