آخر تحديث :الأربعاء-25 ديسمبر 2024-11:02ص

شراكة الرجل في دعم حقوق المرأة انتصار لمسار تطور المجتمع..

الخميس - 29 أغسطس 2024 - الساعة 08:55 م
محمد قاسم نعمان

بقلم: محمد قاسم نعمان
- ارشيف الكاتب


قلنا وسنظل نكرر أن الحديث عن تمكين المرأة في الحياة السياسية والتنمية الاقتصادية لا يمكن تناولها من خلال خلق وبقاء الحواجز بين المراة والرجل، وفي الفصل بين نشاط المرأة دون مشاركة الرجل...
في واقعنا اليمني وتعقيداته المرتبطة بتراث عاداته وتقاليده والذي يجب استيعابه أن عمل المرأة ونشاطها المنفصل لوحدها دون مشاركة الرجل في مجال تمكينها من حقوقها الإنسانية يدخل ضمن التحديات التي تشكل استفزاز للرجل ولهذا يحرص على وضع العراقيل أمام المرآة بل ويعتبره تحد له...
المشكلة في النساء اللائي ينشطن في مجال الحصول و تثبيت حقوقهن الإنسانية يقفزن على هذا الواقع الذي ما زال يفعل فعله في المجتمع اليمني ويضعن برامج أعمالهن وانشطتهن بمسايرة ما يعتمل في الدول الغربية والدول التي قد تجاوزت تعقيدات التقاليد المتخلفة وأصبح فيها غالبية ثقافة الرجال انه لم يعد يقلقهم مساهمة المرأة في الحياة السياسية والعامة بل على العكس وصل الرجل إلى تأكيد احترام حقوق المرأة ومشاركتها. مساهمتها في مختلف حلقات الحياة الإنسانية...
لهذا أرى أن على المرأة اليمنية أن لا تقفز على واقع مجتمعها دون استيعاب تراث وتقاليد مجتمعها والذي يحمل الكثير من مآسي عادات التخلف الفارضة نفسها، وتسعى إلى تحقيق ما يتم في بلدان قد تجاوزت هذه الأمراض..
لهذا لابد أن تتشابك جهود نساء اليمن مع النشطاء من الرجال في مختلف مواقع تواجدهم ممن يمتلكون قناعات تتجاوز تراث هذه الأمراض المتخلفة ويعانون أيضا من آثار التراث المتخلف في العادات والتقاليد والتي تقيد آفاق منظورهم للحياة الإنسانية المعاشة في اليمن عموما. التي تدخل ضمن تحديث الحياة المدنية الديمقراطية في اليمن...
من خلال التركيز على حقوق المرأة وتعزيز دورها ومشاركتها وتمكينها السياسي والاقتصادي والعام.

هناك فعاليات تنظمها منظمات تدار من قبل الرجال و النساء ويتم من خلالها اشراك النساء في فعالياتهم تتجاوز في بعض الاحيان الستين والسبعين في المئه للنساء فيما منظمات تدار من قبل النساء تركز فقط في اشراك النساء دون مشاركه الرجل.. كقيادات ونشطاء منظمات المجتمع المدني ونشطاء مكونات مجتمعية وسياسية وثقافية وصحافية واعلامية وأكاديمية.. ولو حددنا النتائج
والخلاصة لكل هذه الانشطة التي حرصت فيها المنظمات النسائية عدم اشراك الرجال لاكثر من 25 عام ما هي تاثيرات تلك الفعاليات والانشطة التي نظمت بانفراد النساء.بها دون مشاركة الرجل..؟
ماذا تم وتحقق في مجال الحقوق الانسانية للمراه وحقها في المساواة وحقها في الحياة السياسية والعامة وحقها في المشاركه في حل مشاكل المجتمع وفي مواجهة مختلف صور العنف الذي تواجهه داخل الأسرة ومواقع العمل والشارع . والى ماذا توصلت تلك الانشطة المنفردة للنساء في مجال حمايه حقوقها الانسانيه في الوظيفه والعمل وفي حقها في الترقيه وتبوء المناصب العليا استنادا الى مبدأ المساواة المحدد في الدستور وقانون العمل والقوانين النافذة، والذي يضمن لها هذه الحقوق، وماذا تحقق للمراه في ضوء نتائج وقرارات وتوصيات ومخرجات تلك الانشطة التي تمت طوال هذه السنوات داخل البلاد وخارجها والتي صرفت عليها الملايين من الدولارات. اسئلة كثيرة تقف امامنا ونحن نقيم تجربه العمل والنشاط الذي تم خلال هذه السنوات والتي خصصت لقضايا المرأة وحقوقها الانسانية اتعرفون ان ابرز سلبياتها هو انفراد المرأة بالنشاط دون مشاركة رفيقها وزميلها واخاها الرجل لان مشاركتهما معا كان يمكن ان يعطي مردودا حقيقيا واكبر في المجتمع لان نشاطهما معا سيشكل التكامل المطلوب والمؤثر في المجتمع بكل حلقاته.

حقوق المرأة ومساواتها واشراكها في قضايا المجتمع لا يجب فصلها عن مسار حقوق الانسان عموما وبالذات في ظل واقعنا ومرضى العادات والتقاليد الذين يصرون على خلق الخطوط العازلة بين الرجل والمراه لان ذلك يمكنهم من الاستمرار بسيطرتهم على المجتمع و ومساراته السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية
واحده من اسباب تخلف مجتمعنا هو الاصرار على فصل شراكه المرأة والرجل في مواجهة التحديات التي تواجه المجتمع ، وانفراد تنظيم وإقامة الانشطة النسائية دون مشاركة الرجل يخدم اولئك الرجال الذين يعملون بإصرار على فصل الرجل عن المرأة واستمرار حرمانها من حقوقها الإنسانية . ومن يصرون على استمرار هذا الفصل والعزل هم من يريدون استمرار سيطرتهم ونفوذهم واحتكار صنع القرارات التي تتعلق بالمجتمع ومسار حياته الانسانيه وكل هؤلاء من فئه الرجال ويغلفون اصرارهم هذا تحت اغطيه دينية ليست حقيقية بقدر قيامهم بتفسير قضايا الدين استنادا الى العادات والتقاليد البالية المتخلفة التي عفا عليها الزمن
ومواجهه التحديات بكل صورها وحلقاتها التي يواجهها شعبنا اليمني
هو بخلق شراكة حقيقية بين الرجل والمراه في مختلف مواقع تواجدهم ونشاطهم ، واقصد بالرجال الشركاء هم اولئك الذين بالفعل يناصروا حقوق المرأة ويؤكدون على اهمية دورها ومشاركتها ومساهمتها في تحقيق الأمن والسلام والتنمية والعدل والبناء وتطوير المجتمع ولا اقصد هنا اولئك الرافعين لشعارات دعم حقوق المرأة قولا بينما في حقيقة الأمر هم اكثر اعداء لحقوقها ومشاركتها واسهامها وتمكينها ونحن في مجتمع نستطيع فيه ان نعرف من يرفعون الشعارات لاغراض خدمه مصالحهم ومن يرفعون الشعارات ويمارسونها على ارض الواقع بعيدا عن جني الربح والفائدة بقدر استعدادهم لتحمل نتائج ارائهم ومواقفهم الداعمه و المستمرة للحقوق الانسانية للمرأة و للرجل والمجتمع وتقدمه وتطوره..
والله ولي التوفيق.