آخر تحديث :الأحد-15 سبتمبر 2024-01:32ص


شموخ الشهداء وخيانة القادة: فلسطين في قلب الصومال

الإثنين - 26 أغسطس 2024 - الساعة 10:05 م

عبدالقادر نور عبده
بقلم: عبدالقادر نور عبده
- ارشيف الكاتب




- مقدمة مؤثرة

في ظل ظلم الاحتلال وتجبره، وفي خضم التحديات والمآسي التي يعيشها الشعب الفلسطيني، تظل فلسطين رمزاً للصمود والعزة. إنها قضية كل عربي ومسلم شريف، حيث تحمل في طياتها نضالاً لا ينتهي من أجل الحرية والكرامة. ومن هنا، يبرز الشهداء كنجوم تضيء درب المقاومة، مقدّمين أرواحهم الطاهرة في سبيل وطنهم. وفي قلب هذه الملحمة البطولية، يأتي دورنا نحن في الصومال، الشعب الذي رغم جراحه المثقلة بالحروب الأهلية، يقف قلباً وقالباً مع فلسطين، مؤكداً على أن القضية الفلسطينية ستظل قضية عادلة تستحق الدفاع عنها مهما كانت التضحيات.

- شموخ وعزة الشهداء

الشيخ أحمد ياسين، الرجل المقعد على كرسي متحرك، أثبت للعالم أن الإرادة الصلبة والعزيمة القوية تستطيع تجاوز كل الحواجز والعقبات. بفضل قيادته الرشيدة والحكيمة، تمكن من إنشاء جيل من المقاومين الذين استمروا في حمل الراية والنضال من أجل القدس والأقصى. إلى جانبه، كان هناك رجال عظماء مثل الشهيد عز الدين القسام، الذي قدم نموذجاً فريداً في التضحية والفداء، والشيخ عبد العزيز الرنتيسي، الذي كان مثالاً للشجاعة والثبات في مواجهة الاحتلال.

- قادة وشهداء

هؤلاء القادة العظام لم يكونوا آخر الشهداء، فقد تبعهم في طريق الشهادة آلاف من المجاهدين الذين لم يبخلوا بأرواحهم في سبيل الله والوطن. ومن بينهم، الشهيد الشيخ إسماعيل هنية "أبو العبد"، الذي استشهد مؤخراً ليؤكد أن مسيرة المقاومة مستمرة، وأن دماء الشهداء هي الوقود الذي يشعل نار الثورة في قلوب الأحرار.

وفي الختام؛

إننا نكتب إليكم من الصومال، البلد المثقل بتبعات الحروب الأهلية والجراح المفتوحة، إلا أن قلوبنا تظل نابضة مع القضية الفلسطينية. نؤمن يقينًا بأنها قضية عادلة، وسنظل ندافع عنها ما استطعنا من قوة. نقول للخونة والمرجفين وأصحاب الدفع المسبق، إن مواقفكم لن تثنينا عن موقفنا الثابت، فالصومال يقف شامخًا مع تحرير فلسطين من الغزاة والصهيونية. إن تضحيات الشهداء الأبرار ستظل منارة تضيء لنا الطريق نحو الحرية والكرامة، وسنبقى على عهدنا حتى تتحقق العدالة وتعود فلسطين إلى أبنائها الأحرار.

- رسالة اخيرة للمطبعين وشيوخ السلطان !!

إلى أولئك الذين ينادون بالتطبيع ويقفزون على الحقائق التاريخية والإنسانية، وإلى شيوخ السلطان الذين باعوا ضمائرهم وساوموا على كرامة الأمة، نقول لكم: إن محاولاتكم الخائنة لن تنجح في إخماد نار المقاومة ولا في كسر إرادة الشعوب الحرة من العرب والعجم. الكل يقف بجانب عدالة إخواننا المقاومين وقضيتهم، فمس الصهيونية لأقصانا ليس قضية عربية بحتة بل هي قضية كل المسلمين وأحرار العالم. وهذا واضح من صلاة الجنازة التي أداها المسلمون في العديد من البلدان مثل سوريا، اليمن، الصومال، العراق، إيران، كشمير، باكستان، والأردن، وغيرهم. المفارقة العجيبة أن بعض الدول التي تدعي الإسلام قد وقف حكامها إلى جانب الصهيونية ورضوا بمرضاة رأس الشر أمريكا. ولكن لا نلوم الشعوب في هذه الدول؛ فالشعوب دائماً ما تبقى وفية لقيمها ومبادئها رغم الممارسات المشينة لقياداتها.
تذكروا، أن الخيانة لا تنسى، وأن التاريخ سيسجل أسماءكم بأحرف من عار، وسنبقى على العهد، مدافعين عن حق المستضعفين مهمآ كان الثمن.

✍️ عبدالقادر نور عبده (ابو علي )
العاصمة مقديشو
٢ أغسطس ٢٠٢٤