آخر تحديث :الأحد-22 ديسمبر 2024-03:30ص

إلى الماعز الكذاب

الإثنين - 26 أغسطس 2024 - الساعة 12:19 م
عبدالكريم صلاح.

بقلم: عبدالكريم صلاح.
- ارشيف الكاتب


في زمن يتفنن فيه البعض في تزوير الحقائق وتشويه صورة الأوطان، يظهر فيلمهم المزعوم كأحد الأدوات الرخيصة التي تحاول النيل من سمعة المملكة العربية السعودية وشعبها الأصيل. كيف يمكن لمثل هذه الأكاذيب أن تقف أمام حقائق تاريخية وتجارب شخصية تثبت عكس ما يُروّج له؟

لقد عشت في المملكة العربية السعودية قرابة 12 عامًا وما زلت فيها، وكنت شاهدًا على كرم شعبها ونبله. لقد تعامل معي السعوديون كما لو كنت واحدًا منهم، لم أشعر يومًا بالغربة بينهم، بل كانوا دائمًا يعاملونني كأخٍ لهم. هذه ليست مجرد أقوال فارغة، بل حقيقة أعيشها يوميًا.

إن الشعب السعودي هو شعب كريم بطبيعته، مضياف بأصله، وملتزم بقيم الدين الإسلامي التي تحث على العدل والرحمة. لقد أثبت هذا الشعب العظيم على مر التاريخ مواقفه النبيلة تجاه الوافدين، حيث يُعتبر من أكثر الشعوب كرمًا ورأفة. لقد كانت المملكة دومًا ملاذًا للعديد من الناس الذين لجأوا إليها بحثًا عن حياة كريمة، ووجدوا فيها الأمان والعيش الكريم.

إنني أذكر بكل فخر مواقف أخي الأستاذ ماجد بن سليمان الفويرس العنزي، هذا الرجل الشهم الذي وقف بجانبي في كل شدة، ويتعامل معي كما لو كنت أحد أفراد عائلته. لم يكن ماجد وحده، بل كان هناك أيضًا إخوانه الأستاذ عبدالرحمن، الأستاذ سامي، والأستاذ فويرس، الذين لم يدخروا جهدًا في مساعدتي والوقوف بجانبي. لقد كانت مواقفهم أفعالاً تتحدث عن نفسها، وليست مجرد كلمات.

لقد أكرموني هؤلاء الرجال بما لم أكن أستحقه، وعاملوني كما لو كنت أخًا لهم. أقسم بالله، لو فديت أخي ابن المملكة العربية السعودية الأستاذ ماجد بن سليمان الفويرس العنزي بروحي فلن أستطيع أن أوفيه حقه. هذه هي السعودية الحقيقية، وهذا هو الشعب السعودي الذي يحظى بأعلى درجات الاحترام والتقدير.

في المقابل، يأتي فيلمهم المزعوم ليحاول تشويه هذه الصورة النبيلة، بادعاءات زائفة لا أساس لها من الصحة. لقد حاولت مرارًا أن أجد في هذا الفيلم حقيقة واحدة تعكس الواقع، ولكني لم أجد سوى أكاذيب تحاك ضد هذا الشعب الكريم. تلك الأكاذيب ليست إلا محاولة بائسة لتضليل الرأي العام وتشويه سمعة أمة قدمت للعالم الكثير.

الشعب السعودي هو شعب يجمع بين الأصالة والحداثة، يتمسك بقيمه الإسلامية العريقة، ويظهر دائمًا في مواقفه كرمًا لا يُضاهى. إن هذه الأمة التي تربت على مكارم الأخلاق لا تحتاج إلى دفاع مني أو من غيري، فحسن معاملتهم للوافدين (المقيمين) بينهم هو أبلغ دليل على طيبة قلوبهم وصدق نواياهم.

وفي النهاية، ليعلم من يروج للأكاذيب أن الحقيقة ستظل ساطعة، وأن أفعال هذا الشعب العظيم ستبقى شاهدة على نبلهم وكرمهم. وليخسأ الخاسئون.