آخر تحديث :السبت-21 سبتمبر 2024-05:58ص

بقلم: حسين احمد الكلدي
- ارشيف الكاتب

حسين احمد الكلدي

الحياة اخذ وعطاء

الأحد - 25 أغسطس 2024 - الساعة 08:34 م



منذ ان كنت طفلا صغيرا كانت والدتي الله يرحمها ويغفر لها اسمع منها دوما تقول لنا ان الدنيا فيها اخذ وعطاء وبقدر ماتعطي تاخذ كان هذا النهج تتخذه في حياتها دوما فهي كانت مثال ورمز للعطاء والكفاح في العمل والتعامل مع الاخرين فقد نالت جائزة الأم المثالية من مجلس الاباء تكريما لها بما بذلته للوصول بابنائها الى الصفوف الامامية المتقدمة في المدرسة فهي من تحثنا على محبة الناس والاخلاص بما نعمله وتعطينا مثال على ذلك الأهتمام في الارض وحبنا للعمل بها وخدمتها بما يكفي حتى تعطينا النتائج المرجوة اكثر مما نتوقع وكانت تلك الكلمات والعبارات التي كانت ترددها علينا باستمرار في الحقيقة انا لم ادرك معناها العميق ذلك الوقت وبعد ان حصلت على المعنى اثناء العمل والتعامل مع الاخرين ادركت ان الاخذ والعطاء هو امر طبيعي وتقول قوانين الطبيعة انك لاتستطيع ان تحصد قبل ان تزرع ومن المهم عليك ان تعطي اولا فمن لايعمل لرعاية الاخرين ومساعدتهم لايحصل منهم الا مازرعه فيهم وبهذا لابد ان نتعلم من قوانين الطبيعة التي خلقها الله فالهواء الذي تستنشقه وتزفره لايمكن له ان يتم بعملية واحدة دون الاخرى فكلاهما ضروريتان وهامتان للاستمرار في الحياة على هذا الاساس نتعلم ان الحياة اخذ وعطاء وان حبك للاخرين يعود عليك بالمزيد من حبهم جميعا فلا تعطي وتنتظر عودته بالمقابل بل استمر كالنهر المتدفق على طول ولاتكون كا الخزان . فما لدينا من الخير يجب ان يتدفق الى الاخرين اطلق العنان فانه كلما زادة مشاركاتنا في مساعدة الاخرين زاد مانحصل عليه من الحب والاحترام فهذه عملية تراكمية تتكون على مر الزمن عندما نقدم مالدينا من الاشياء الجميلة والجيدة للاخرين وفي تدفق دائم نحصل بالمقابل على ذات القيمة والاهمية  ، ويقول سبحانه وتعالى: وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِين [سبأ:39]
يجب علينا احداث فرق في المكان الذي نعيش فيه هل سئلت نفسك يوما عندما ترحل ماذا يقال عنك بعد الرحيل اهلك وخلانك ومن تربيت معهم ومن يحبك ومن عايشك ومن سافرت وتعاملت معهم هل خطر ذلك السؤال في بالك في الحقيقة كان هذا السؤال حاضرا مصاحب لي طوال الرحلة عندما عدت الى الصين في
شهر 7/ 2024 م عندما كنت في الطائرة تذكرت اول رحلة لي قبل ستة وعشرون عاما من العمل المكثف على اراضي الصين وتذكرت كيف الزمن يسلب منك العمر دون ان تشعر به ولان الرحلة كانت استثنائية جدا فقد وصل بي العمر الى الخامسة والستين عام وقوانين الصين تنص على ان هذا هو عمر التقاعد فما يحق لك اقامة للعمل ولكن عليك ان تنقل الشركة التي باسمك الى احد أبنائك وتكون انت مستشار لهم واقامتك على الدولة الى جانب ولدك لاعلى الشركة وفي هذا الحال كنت اسئل الله حسن الختام فنحن نواصل النمو ولايمكن ان نتوقف الا متى ما اراد الله لنا ذلك ولكن لدينا الكثير لاحداث فرق المهم ان تكون رحلتك في الحياة فيها مستوى من السلام الداخلي والانجاز وتكون مع الناس الذين يشبهوك وبهذا تقدر تحصل على الفرص المتاحة وتعيش حقا حياة ذات الاهمية وكل ما تحتاج اليه هو التناغم بين التفكير والافعال في حياة المستقبل حتى تحدث الفرق وعندي الامل ان يحدث ذلك التغيير عندما تكون لدي الرغبة في العمل مع الناس الخيرين وقلت هل يقول الناس ماهو الارث الذي خلفته ؟
وقلت في نفسي ان الارث الحقيقي الذي تتركه هو اعمال الخير التي بينك وبين الله والناس وكل ماعملته في تنمية أبنائك وتربيتهم تربية حسنة ويجب ان تهتم باسرتك قدر ماتستطيع لانهم الامتداد الحقيقي لك وتحصل على مازرعته فيهم باذن الله وهذا جعلني اتسائل في اعماق نفسي ماذا قدمت لخدمة الاخرين والدين والوطن ؟
وفي الحقيقة فكرت انه هذا ما يحدث فرقا في المستقبل.