آخر تحديث :الإثنين-16 سبتمبر 2024-11:33م


الرقابة والتفتيش.. حتمية لا خيار!

الأحد - 25 أغسطس 2024 - الساعة 06:04 م

اسامة العمودي
بقلم: اسامة العمودي
- ارشيف الكاتب


إن الدولة التي تريد أن تحمي نفسها من الانهيار وتبني مؤسسات قوية، مستقرة، وعادلة، يجب أن تجعل من الرقابة والتفتيش العمود الفقري لكل تحرك وإجراء. لا يمكن لدولة أن تنهض ولا لشعب أن يعيش بكرامة في ظل فساد يتغلغل في أروقة المؤسسات العامة والخاصة. إن الفساد ليس سوى عدو صامت، ينهش في جسد الوطن دون أن يشعر به أحد حتى يُفاجأ الجميع بانهيار شامل لا رجعة فيه.

من هنا، يجب أن نرفع صوتنا عاليًا: لا تهاون في الرقابة ولا تسامح مع الفساد!

لا بد من تفعيل الرقابة والتفتيش بصورة جادة وشاملة، لا تقتصر على الملفات الورقية والروتين اليومي، بل تمتد إلى كل صغيرة وكبيرة، إلى كل زاوية في أجهزة الدولة. الرقابة هي السلاح الذي يمنع المتلاعبين من التصرف بمقدرات الأمة وكأنها ملكية خاصة لهم. إنها الحصن الذي يحمي حقوق المواطنين ويصون كرامتهم.

الفائدة عظيمة وجليلة. الرقابة تعني أن كل مسؤول، كبيرًا كان أو صغيرًا، يخضع للمساءلة، وأن كل قرار أو تصرف يخضع للتدقيق. إنها تعني أن الأموال العامة لن تُنهب، وأن المشاريع الكبرى لن تُترك لتكون مرتعًا للفساد والإهمال. الرقابة هي التي تضمن أن ميزانية الدولة تُصرف فيما خُصصت له، لا في جيوب الفاسدين والمخربين.

الرقابة والتفتيش لا تقتصر فائدتها على الجانب المالي فقط، بل تمتد لتشمل الجوانب الاجتماعية والاقتصادية وحتى الأخلاقية. الدولة التي تحترم حقوق مواطنيها وتراقب أداء مؤسساتها هي دولة تتجه نحو التقدم والازدهار. إنها الدولة التي يحلم بها كل فرد منا، حيث تسود العدالة والنزاهة، وحيث يحصل الجميع على حقوقهم كاملة دون نقصان.

الذمة المالية ليست مجرد إجراء ثانوي أو ترف إداري؛ إنها صمام الأمان الذي يحمي الدولة من فساد القلوب والنفوس. يجب أن يكون كل مسؤول على دراية بأنه سيكون محاسبًا على كل قرش يدخل إلى جيبه أو يخرج منه. الذمة المالية هي التي تضمن أن المسؤولين يعيشون بمستوى معقول يتناسب مع دخولهم الشرعية، دون أن يتحولوا إلى أباطرة المال والسلطة على حساب الفقراء والمحتاجين.

لذلك، لا خيار أمامنا إلا تفعيل الرقابة والتفتيش وتطبيق الذمة المالية بكل حزم وجدية. إن بناء دولة قوية وعادلة يتطلب منا أن نكون يقظين ومتيقظين، وأن نصرخ بأعلى صوت: لا للفساد، نعم للرقابة والتفتيش! إنه النداء الذي يجب أن يتردد في كل زاوية، في كل مؤسسة، في كل قلب ينبض بحب هذا الوطن. إن الوطن يستحق منا كل تضحية، وكل جهد من أجل حمايته وصونه من كل من يحاول العبث بمقدراته ومكتسباته.

لنقف جميعًا صفًا واحدًا من أجل دولة قوية، خالية من الفساد!