آخر تحديث :الأحد-15 سبتمبر 2024-01:32ص


ذكرياتي مع الرياضيين وموضة الشارلستون

السبت - 24 أغسطس 2024 - الساعة 04:37 م

ناصر علي الحربي
بقلم: ناصر علي الحربي
- ارشيف الكاتب


كان ذلك في عام 1973 / 1974 كنت شابا يافعا في سن 23 سنة. بعد عودتي من العمل في الملحقية العسكرية بالقاهرة وتفريغي للعمل ضمن قوة حماية منشآت النفط في البريقة. عدت للعمل كمدير قلم شعبة الإمداد والتموين قبل إعادة تشكيلها الى دائرة بحوالي 11 سنة.
كان الرائد عبدالله صالح الواحدي رئيس شعبة الإمداد، ونائبه فرج عوض الدقيل، والنقيب علي عوض الخضر رئيس فرع التخطيط، والنقيب محمد حيدرة الصبيحي رئيس فرع الحركة، والنقيب صالح حاجب رئيس فرع المشتريات، والنقيب احمد عبدالله واحدي فرع التدريب.
كانت لي علاقة طيبة مع الجميع بما فيهم رئيس الشعبة ونائبه رحمهما الله. كنت من محبي كرة القدم وحضور المباريات التي كانت تقام في ميدان الحبيشي وكانت لي علاقة طيبة مع بعض الرياضيين والمشرفين على الرياضة في القوات المسلحة وأبرزهم المرحوم محمد صالح عولقي رئيس الاتحاد الرياضي العسكري لكرة القدم حينها ومدرب فريق الجيش المرحوم صالح محمد عمر. من هذا المنطلق ولحبي لكرة القدم قبلت مجموعة من الرياضيين الذين كانوا يزاولون عملهم كتبة في شعبة الإمداد والتموين ومنهم مدلك الفريق علي سيف قحطان واللاعبين عادل حيدري وعادل وصالح هزاع وطارق ربان ومكي وغيرهم من اللاعبين الذي يحضرني ذكر اسمائهم.. كنت أعمل كلما بوسعي لتسهيل عملهم ومساعدتهم في التوفيق بين اعمالهم الادارية وتدريباتهم وانشطتهم الرياضية.
في العام 1974 بذلت كل ما بوسعي لترشيح اثنين من اللاعبين العاملين في شعبة الامداد والتموين لدورة رياضية أكاديمية في الاتحاد السوفيتي وهما اللاعب عادل حيدري واللاعب عادل محب. واجهتني صعوبة في ترشيح اللاعب عادل حيدري بحجة ادعاء البعض ان والده عبدالرحمن الحيدري مقيم في بريطاني ويعمل في قناة الـ BBC.
ولكني تلافيت الموضوع بحكم علاقتي وذهبت الى مكتب المرحوم هادي احمد ناصر لبحث الموضوع معه واعطائه فكره عن السيرة الذاتية للاعب طيب الذكر عادل حيدري والذي كان يخدم كجندي مشاه خدمة ميدانية في لواء عبود فاقتنع هادي احمد ناصر ووجه بالموافقة على الدورة.. كانت أيام جميلة في حياتنا رغم تواضعها كانت المودة فيما بيننا.
من الظرائف التي اود ذكرها فقد تزامنت هذه الفترة مع ظهور موضة جديدة وهي ارتداء الشباب البنطلونات الشارلستون التي كانت واسعة من منطقة تحت الركبة الى فوق القدم وكان بعض اللاعبين الذين يعملون في شعبة الامداد ومنهم عادل حيدري وطارق ربان وغيرهم يرتدون هذه البنطلونات كنت ادخل دايما في اشكالات مع الشرطة العسكرية التي كانت تنظم حملات لتوقيف الشباب الذي يرتدون هذه البنطلونات ويقوموا بقصها ويضعوا الشباب في مواقف حرجة ومن باب الصدفة.
كنت يوما ماء في منطقة حقات احضر لدخول السينما التي كانت من اروع دور السينما في المنطقة العربية في وقت لم تكن فيه دور سينما في اي من دول الجوار.. على كل صادفت حينها حملة الشرطة العسكرية وهي تجمع الشباب امام دار السينما بعضهم رياضيين لتقص بنطلوناتهم وقص شعر البعض فتدخلت وكان من حسن حضي معرفة قائد الحملة الذي كانت تربطني به علاقة طيبة فأعفى الجميع من هذا الاجراء. رغم أني لم اكن من محبين ارتداء الشارلستون لكني كنت اراء شخصيا بان هذا اجراء عبثي وتعسفي للحرية الشخصية للشباب.
كثيرة هي الذكريات من ذلك الماضي فلو استرسلت فيها لما وسعتها عشرات الصفحات.