آخر تحديث :الأحد-22 ديسمبر 2024-02:19م

الوضع الصحي في منطقة جابرة بمديرية جيشان أبين.. معاناة مستمرة ومناشدات ملحة.

الجمعة - 23 أغسطس 2024 - الساعة 08:18 م
عبدالله سالم النهدي

بقلم: عبدالله سالم النهدي
- ارشيف الكاتب


تعد مديرية جيشان واحدة من مديريات محافظة أبين النائية والبعيدة عن المركز ، حيث تنتشر فيها العديد من المناطق والقرى، ومن بينها منطقة جابرة. ورغم أن هذه المنطقة تُعتبر جزءاً مهماً من المديرية، إلا أنها تعاني من تدهور كبير في الوضع الصحي والطبي، مما أصبح يشكل مصدر قلق كبير لسكانها البسطاء.

في جابرة، يكاد يكون هناك غياب شبه كامل للخدمات الصحية، حيث لا توجد سوى وحدة صحية صغيرة. هذه الوحدة الصحية، التي يُفترض أن تقدم الرعاية الطبية الأساسية للسكان، تعاني من نقص حاد في كل شيء تقريباً؛ فهي مبنى بلا أثاث، وتفتقر بشكل كبير إلى الأدوية والعلاجات اللازمة. يعمل فيها ممرض واحد فقط، والذي يبذل جهداً كبيراً في محاولة تلبية احتياجات المرضى، ولكن هذا الممرض لم يتلقَ أي دعم يُذكر من مكتب الصحة في المديرية، مما يضاعف من حجم التحديات التي يواجهها.

غياب الخدمات الصحية الأساسية وانعدام الأدوية في منطقة جابرة قد ترك أثراً سلبياً بالغاً على حياة السكان. فالمرضى يضطرون للسفر إلى مناطق بعيدة بحثاً عن الرعاية الصحية، وهو أمر يزيد من معاناتهم، خصوصاً في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة. هذا الواقع المؤلم يثير العديد من التساؤلات حول مدى اهتمام الجهات المختصة بمعالجة هذه المشكلات وتقديم الدعم اللازم لتحسين الوضع الصحي في هذه المنطقة وغيرها من مناطق المديرية.

أمام هذا الوضع المتردي، يطالب عدد من المواطنين في جابرة مكتب الصحة في المحافظة والجهات المختصة بالتحرك العاجل للاستجابة لمطالبهم الضرورية. إن هذه المطالب ليست سوى أبسط حقوقهم في الحصول على رعاية صحية لائقة، تلبي احتياجاتهم وتخفف من معاناتهم اليومية. فالسكان في منطقة جابرة، كبقية المناطق الريفية، يعتمدون بشكل كبير على الدعم الحكومي والمؤسسات الصحية المحلية، نظرًا لبعدهم عن المراكز الحضرية التي توفر خدمات أفضل.

كما أن غياب الرعاية الصحية لا يعرض حياة السكان للخطر فحسب، بل يؤدي أيضًا إلى تفاقم الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية في المنطقة. ففي ظل نقص الخدمات الطبية، يضطر العديد من الأسر إلى نقل مرضاهم إلى المستشفيات في المدن الكبيرة، ما يتطلب تكاليف مالية لا يستطيع معظم السكان تحملها. هذا الوضع يزيد من الأعباء المالية على العائلات ويؤدي إلى تأخير في تقديم العلاج، مما يفاقم من حالات المرض ويزيد من نسبة الوفيات التي يمكن تجنبها إذا ما توفرت الرعاية الصحية المناسبة في الوقت المناسب.

لقد حان الوقت لأن تأخذ السلطات المحلية في المحافظة زمام المبادرة وتعمل على تحسين الوضع الصحي في منطقة جابرة. يجب أن يكون هناك تحرك جاد من قبل مكتب الصحة في المديرية والمحافظة لتوفير الأدوية الضرورية والمستلزمات الطبية، وتزويد الوحدة الصحية بالأثاث اللازم وتعيين كوادر طبية إضافية لتقديم الرعاية المطلوبة. كما يجب أن يتم وضع خطة شاملة لتطوير البنية التحتية الصحية في المنطقة، بما في ذلك بناء مستشفى أو مركز صحي متكامل يلبي احتياجات السكان.

يظل تحسين الوضع الصحي في جابرة ليس مجرد مطلب محلي، إنما هو جزء من مسؤولية الدولة تجاه مواطنيها، وخاصة الفئات الفقيرة في المناطق الريفية. فتوفير الخدمات الصحية الأساسية حق من حقوق الإنسان يجب أن يكون مكفولاً للجميع، بغض النظر عن مكان إقامتهم.

في الختام، يأمل سكان منطقة جابرة أن تجد مناشداتهم آذاناً صاغية من قبل المسؤولين، وأن يتم اتخاذ خطوات فعلية لتحسين الوضع الصحي في منطقتهم. إن الاستجابة لهذه المطالب لن تحسن فقط من حياة السكان، بل ستسهم أيضًا في تعزيز الثقة بين المواطنين والسلطات المحلية، وهو ما يعد خطوة مهمة نحو تحقيق التنمية المستدامة والشاملة في المديرية ككل.