آخر تحديث :الثلاثاء-17 سبتمبر 2024-10:53م


الشعب اليمني من الوحدة إلى الربيع العربي .. أزمة الهوية وصراع الأمل

الخميس - 22 أغسطس 2024 - الساعة 04:10 م

عبدالجبار بن أحمد السقطري
بقلم: عبدالجبار بن أحمد السقطري
- ارشيف الكاتب


شعبي العظيم، شعب اليمن الذي كان يطمح إلى وحدة مباركة تجمع بين الأخوة والأخوات، يعيش اليوم فصولا مريرة من الصراع والمعاناة. الوحدة التي كانت أملًا مشتركا قد تحولت إلى كابوس دام، حيث أصبحت أحلام التنمية والازدهار بعيدة المنال.

عند تحقيق الوحدة، كانت الامال معلقة على قدرة هذا التلاحم على دفع عجلة التقدم. لكن سرعان ما كشفت الحقيقة المؤلمة أن الوحدة لم تكن سوى وسيلة لفرض القوة على الضعف، وسادت البلاد صراعات ومناكفات مناطقية قاسية. هذه المناكفات أسفرت عن تآكل النسيج الاجتماعي والاقتصادي، وفشلت في تحقيق الأهداف المنشودة.

ومع انطلاق الربيع العربي، جُددت الامال في التغيير. الجماهير خرجت إلى الشوارع، ترفع شعار الثورة، لكن النتائج جاءت مخيبة للامال. الربيع العربي، الذي كان يُنتظر منه تجسيد وعود التغيير، انتهى كمولود عقيم لم يحقق تطلعات الشعب. ومع تعمق الأزمة الاقتصادية وارتفاع الأسعار وتدهور العملة، أصبحت البلاد تعاني من واقع مرير.

الأوضاع ازدادت سوءا، حيث انخرط العديد من السياسيين الذين كانوا جزءًا من الثورة في مشهد الفوضى، ليصبحوا تجار حروب ومستثمرين باسم الوطن. اليوم، يواجه الشعب اليماني حياة مليئة بالمعاناة اليومية، وتحولت امال الوحدة والتغيير إلى واقع قاتم.

في هذا السياق، يبدو أن الانفصال أصبح حلا مُحتملًا لتحقيق السلم الاجتماعي واستعادة هيبة الشعب اليمني في الشمال والجنوب. بعد سنوات من الفشل في الوحدة وصراع المناكفات، بدأ البعض يرى أن العودة إلى تقسيم البلاد قد يكون السبيل إلى الاستقرار. الانفصال قد يتيح الفرصة لإعادة تقييم الهويات الوطنية وتعزيز التنمية في كل منطقة على حدة، مما قد يخفف التوترات ويسمح لكل شطر بالتركيز على تلبية احتياجاته وتحقيق تطلعاته.

لكن، الانفصال ليس حلا خاليا من التحديات. فهو يتطلب توافقا داخليا وجهودا لمعالجة القضايا الاقتصادية والاجتماعية التي قد تنشأ من التقسيم. الأمر يتطلب جهودا مضنية لارساء أسس السلم الاجتماعي وتعزيز التعاون بين الشطرين لبناء مستقبل أفضل لكل اليمنيين.