آخر تحديث :الأحد-22 ديسمبر 2024-03:30ص

(مقلوبة من سفل النقيل)

الأربعاء - 21 أغسطس 2024 - الساعة 02:03 م
محمد عبدالله الموس

بقلم: محمد عبدالله الموس
- ارشيف الكاتب


يقال ان مواطنا من أبناء احدى القرى الجبلية في محافظة تعز كان عائدا الى منزله الذي يقع على احد الجبال، وحين وصل الى اسفل النقيل، والنقيل عبارة عن طريق جبلي، كان قد اعياه التعب فرفع يده الى السماء داعيا ربه ان يمر احد معه ركوبه لياخذه معه لصعود النقيل.

استظل صاحبنا تحت شجرة وغلبه النعاس وبعد وقت قصير افاق على عصا تلكزه فإذا به الشيخ يمتطي حمارته وأمره ان يستيقظ ليحمل صغير الحمارة التي وضعته للتو ليصعد به النقيل.

سلم صاحبنا امره لله وحمل صغير الحمار صاعدا به النقيل خلف الشيخ، وعندما وصل بيته قالت له (حماته) أدع الله ان يخارج زوجتك فهي الآن تلد، فقال (يا رب لا تخارجها)، صرخت حماته في وجهه(اجننت؟) فقال لها .. (قاهي مقلوبة من سفل النقيل)

(حماة) صاحبنا لا تدري حجم المعاناة التي تعرض لها الرجل حتى وصل اعلى الجبل لدرجة ان يئس من استجابة الدعاء حين دعى ربه ان ينجده بركوبة يصعد بها النقيل فأصبح (ركوبة) لصغير حمار الشيخ.

(عمتنا) تذكرنا بحال النخب السياسية التي تتصدر المشهد، شمالا وجنوبا، الذين يحاربون (طواحين الهواء) فمعاناة الناس ليست من اهتمامهم بنفس سعارهم في التسابق على الوظائف والامتيازات المالية، وتشييد الحصون المسيجة، التي تشبه حصون تجار المخدرات، والمرافقات الضخمة ونفقاتها التي تلتهم الموارد، بل ان هناك من هذه النخب من يتكسب من معاناة الناس التي لم يظهر منها سوى (مليار الفاصوليا) وما خفي كان اعظم.

تتسابق النخب إياها على صناعة أعداء وهميين لدرجة ان اصبحنا في متاهة لم نعد نعرف العدو من الخصم من الصديق ومن الحليف ومن له حق الشراكة في الوطن ومن نحارب ومن نسالم، (مخضرية) على قولة بائع الفول الصنعاني.

بعض زملائنا يحاولون، من طرف خفي، إلصاق تهمة الارهاب بمن يطالبون باظهار مصير الجعدني وغيره من المخفيين مع انهم يعلمون ان الارهاب صناعة امريكية لمحاربة السوفييت في افغانستان وانه جرى استخدامه في الجنوب منذ ما قبل الوحدة وتجلى استخدامة في حرب ١٩٩٤م وما تلاها باعتراف رموز كبيرة من الافغان العرب.

وهناك من شغل نفسه بدور احمد علي صالح وجعله مادة للتهديد والوعيد مع اننا نعي ان دور الرجل ووجهته ستكون اليمن وانه لن يؤثر على الاداء العسكري والسياسي الجنوبي إذا كان هذا الأداء صانعا للحمة جنوبية حقيقية لا تترك للخصوم مساحة بشرية او جغرافية يلعبون فيها.

قلناها ونكررها (فلنقدم التنازلات لبعضنا بمزاجنا قبل ان يتم ارغامنا على تقديم التنازلات لخصومنا).

عدن
٢٠ اغسطس ٢٠٢٤م