آخر تحديث :الخميس-21 نوفمبر 2024-12:25م

لصور!

الأربعاء - 21 أغسطس 2024 - الساعة 09:41 ص
محمد عبدالله الموس

بقلم: محمد عبدالله الموس
- ارشيف الكاتب



محمد عبدالله الموس

طالعت مقال للاخ الكاتب سامي الكاف بنفس عنوان مقالي هذا، تبين لي فيه حجم الجهد الذي بذله للتدقيق في الارقام والسنوات المتعلقة بدراسة د خضر لصور رئيس جامعة عدن ليتنا نرى مثله في قياس مؤهلات الكليات النظرية لشخوص كثيرة تتولى شؤوننا ويحملون مؤهلات خرافية تجعلهم في مصاف العلماء ومع ذلك يعتري اداءهم الفشل الذريع.

د خضر لصور كان زميل دراسة في الاعدادية وكان القاسم المشترك بيني وبينه ان كنت انا واخي وهو واخيه ندرس في نفس السنة الدراسية نظرا لان معايير السن لم تكن ضرورية انذاك فهناك من كانوا اكبر منّا سنا.

كان زمان جيلنا خالٍ من الالهاء عن الدراسة وكانت الكتب هي رديف المذاكرة، كنا نتبادلها واتذكر اشهر ما قرأته آنذاك هي رواية البؤساء لفيكتور هيجو بطبعتها القديمة التي تتميز بمبالغات هيجو في وصف الناس والاماكن بشكل ممتع للقارئ قلما نجده في الروايات.

أود ذكر واقعة حدثت معي عندما تم انتدابي لعمل اداري في احد مصانع الدولة.

كنا نعمل على مراجعة كشوف العاملين بقصد تقييم وزيادة اجورهم، كانوا يؤدون عملهم بكفاءة تفرض احترامهم لكن الحيرة اصابتني حين قالت لي احدى مسؤولات شؤون الموظفين ان فلان وفلان ووو شهاداتهم مزورة وحيرتي كانت بين السكوت وبين تطبيق القانون وخلق حالة بلبلة يمكن ان تحرم الناس من حقوق اكتسبوها، لهذا آثرت السلامة واعتذرت عن الانتداب رغم المقابل المادي المغري، حتى ان احد الاصدقاء قال لي (ستظل طول عمرك فقري) فقلت له، الفلوس مهمة لحياتنا لكن عندما يكون ثمنها سمعتك ونزاهتك فوالله انه ثمن غال يا صديقي.

كنت خلال سنوات الحراك الجنوبي اتردد على مكتب صحة عدن حين كان د لصور مديرا له، وذلك لمساعدة زملاء في استخراج تقاريرهم الطبية اذكر منها حالة الصديق المرحوم عصام الشرعبي زميلي في مجلس ادارة نادي الروضة وكان مصاب بسرطان الحنجرة، كان مكتب د لصور مفتوح للمراجعين طوال الوقت، حينها كتبت مقالا في صحيفة الايام (امانة المسؤولية في صحة عدن) فقال لي احد الاصدقاء، بعد ان قرأ المقال، (انت كاتب حراكي وستضر د خضر لصور بمقالك هذا) فقلت له ضاحكا (هي شهادة له من نقيض سياسي)، ولعلم القارئ الكريم اني لم التق بالدكتور لصور منذ تولى رئاسة الجامعة الا مرة واحدة في مقيل احد الاصدقاء.

رغم اهمية الجامعة كصرح تعليمي الا ان الاوراق ليست مقياسا إذا لم تسندها كفاءة ولا اظن الاستاذ سامي يختلف معي في ان كفاءة الطبيب، اي طبيب، هي الاهم لأنها ترتبط بحياة الناس، وما هي الكفاءة التي نريدها من جراح اكثر من مهارته المشهود لها بإجادته استخدام المبضع كما يستخدم القلم، وفي تخصص لا يأتي الا بالممارسة؟، هل يجرؤ احدنا ان يتهم هذا الجراح المعروف انه مر بسنوات الإمتياز بالغش او نال شهادته بالمراسلة؟! وهو ما حاول ان يصل اليه الكاتب سامي الكاف.

اقلامنا امانة في ايدينا، وهي تفقد سموها وحتى شرفها حين تضل الطريق الذي يخدم الوطن والناس لتدخل في معارك (دون كيشوتية) فليتنا نصوب سهامنا يا صديقي سامي نحو بؤر الفشل والفساد والافساد الذي يتغول ليقربنا من مجتمع الغابة، وليتنا ننبش في المؤهلات السفري، ليتنا ننور الناس اين يكمن الخلل الذي يعصف بحياتنا وسبل الخلاص منه، وهي نصيحة لي ولك ولكل كاتب وصاحب رأي ينشد وطن رأسه معافى ليتعافى باقي جسده، فجدتي رحمها الله كانت تقول (ماشي عافية في البدن والوجع في الرأس).. وكفى.