آخر تحديث :الخميس-12 سبتمبر 2024-10:50ص


هل هكذا يتم رد الجميل في وطني الجنوبي ؟

الثلاثاء - 20 أغسطس 2024 - الساعة 06:50 ص

أسعد ابو الخطاب
بقلم: أسعد ابو الخطاب
- ارشيف الكاتب


في وطني الجنوبي، حيث قدمنا أرواحنا وأجسادنا فداءً للحرية والكرامة، نجد أنفسنا اليوم أمام واقع مرير يجعل الحزن والغضب يختلطان في قلوبنا.
كنا نظن أن التضحيات ستُقابل بالوفاء والتقدير، وأن من ناضل وضحى من أجل القضية الجنوبية سيكون في مقدمة المكرمين والمحتفى بهم.
ولكن ما يحدث اليوم يصدمنا، ويجعلنا نتساءل: هل هكذا يتم رد الجميل يا قيادتنا الجنوبية؟

نحن، المناضلين المخلصين للقضية الجنوبية، والجرحى الذين حملوا آثار الحرب على أجسادهم كوسام شرف، نجد أنفسنا اليوم مهمشين ومنسيين.
نشاهد بألم كيف يتم تكريم أشخاص لا يوجد لديهم أي رصيد وطني، بل كانوا في عز نظام الأمن المركزي ضدنا ويحاربوا قضيتنا العادلة بكل شراسة.
كيف يُعقل أن يُكرم من كانوا بالأمس أدوات قمع واضطهاد، بينما يُهمل من كانوا في الخطوط الأمامية يدافعون عن هذا الوطن الجنوبي بدمائهم وأرواحهم؟

الأمر لا يقف عند حد التهميش، بل يتعداه إلى نوع من السخرية المؤلمة.
كيف لنا أن نفهم أن من وقفوا ضد قضيتنا الجنوبية، والذين كانوا جزءاً من آلة القمع، يُحتفى بهم اليوم كأبطال؟ هل هذا هو العدل الذي ناضلنا من أجله؟
هل هذا هو الوطن الذي كنا نحلم به؟
وطن يكافئ من حاربوا من أجله بالخذلان، ويمنح التكريم لمن كانوا ضده؟

هذه المفارقات تجعلنا نتساءل بمرارة: هل أصبح التكريم في وطني الجنوبي يُمنح بناءً على معايير معكوسة؟
وهل أصبح التاريخ يُكتب بأقلام من لا يعرفون معنى التضحية؟
نحن لا نطلب سوى الاعتراف بتضحياتنا وتقدير ما قدمناه من أجل هذه الأرض، ولكن يبدو أن الوفاء أصبح عملة نادرة في هذا الزمن.

ختامًا، نوجه رسالة إلى قيادتنا الجنوبية: إن التاريخ لن يرحم من خذلوا مناضليهم، ولن ينسى من أهملوا الجرحى والمخلصين. نطالبكم بمراجعة أنفسكم، وإعادة الاعتبار لمن قدموا كل شيء من أجل الجنوب. فالتاريخ لا يُصنع بالتكريمات الجوفاء، بل بالتقدير الحقيقي لمن يستحقونه.