آخر تحديث :السبت-21 ديسمبر 2024-04:41م

معاناة عدن من محيطها الجغرافي!

الأحد - 18 أغسطس 2024 - الساعة 08:09 م
عبدالكريم الدالي

بقلم: عبدالكريم الدالي
- ارشيف الكاتب


                  
آن الآوان لشعب عدن ان يرفض قبضة الظلم والبغي والطغيان المفروضة على عدن من قبل محيطها الجغرافي  من العام ١٩٦٧م على اساس ارهاب سلطة الامر الواقع التي ولدت من رحم  الاستقلال الضائع في نوفمبر ١٩٦٧م والذي جاء نتيجة توقيع محضر  تسليم بريطانيا السلطة في عدن للجبهة القومية بدون وجه حق والمعروف ان الاغلبية الساحقة من منتسبي الجبهة القومية كانوا من أبناء محيط عدن الجغرافي ما كان يعرف بالمحميات الغربيةوالشرقية.

 وتمت الجريمة التاريخية بتسليم بريطانيا السلطة للجبهة القومية بدون وجه حق في كنيسة الفتاة المسيحية  ببروكسل بسبب رفض الأمم المتحدة استضافة هذا الاجتماع في اي مقر من مقراتها .

 وبموجب محضر تسليم بريطانيا السلطة للجبهة القومية بدون وجه حق بالمقابل كان تنازل الجبهة القومية الغير شرعي ولا القانوني عن الاستحقاقات والالتزامات القانونية المالية والسياسية والدبلوماسية  التي على بريطانيا لصالح مستعمرة عدن بسبب احتلال بريطانيا لها 129 عام. 

وبتسليم بريطانيا السلطة للجبهة القومية بدون وجه حق تكون بر،طانيا تحايلت على القرار الاممي لاستقلال مستعمرة عدن الذي كان المفروض ان يكون في ٩يناير ١٩٦٨م  واليات تنفيذ القرار الذي يهدف لتسليم السلطة لشعب عدن من خلال تنظيم انتخابات ديمقراطية تحت اشراف الأمم المتحدة لشعب عدن ينتخب بموجبه مجلس تشريعي عدني ، ومنه تنتخب حكومة عدن التي  تستلم السلطة في عدن ، ووثيقة استقلال مستعمرة عدن التي مازالت في قصر بركنجهام إلى يومنا ، ومن يوم الاستقلال الضائع في ٣٠ نوفمبر ١٩٦٧م إلى يومنا  ، تعلقت عضوية عدن في دول الكومنولث  .
وقد تجسد الظلم والبغي والطغيان المفروض على عدن من محيطها الجغرافي من العام ١٩٦٧م الى يومنا من خلال :-
اولا استباحة واغتصاب عدن ونهبها أرض وثروة تحت مسمى عاصمة والمعروف اي مدينة ميناء لا تكون عاصمة سياسية لاي دولة.
ثانيا حرمان أبناء عدن من حقوقهم السياسية والمدنية وحقهم في ادارة مدينتهم والحفاظ على امنها كما كان الحال قبل ٣٠ نوفمبر ١٩٦٧م. 
ثالثا ممارسة طمس الهوية العدنية  .
وكل ماذكر من ممارسة للظلم والبغي والطغيان ضد عدن ( أرض شعب هوية )  كان ومازال ولد من رحم ثقافة العنف والعنف المضاد التي كانت منتشرة ومترسخة في مجتمع محيط عدن الجغرافي  ،  ومن هذه الثقافة وجد مفهوم من سيطر على عدن كان له حكم الجنوب وهو مفهوم مازال متوارث إلى يومنا من السلف إلى الخلف.

  وبسيب هذا المفهوم المتوارث اصبحت  عدن ومازالت ساحة للصراع المناطقي على السلطة ، وعدن هي ضحية هذه الصراعات المناطقية ،  ودفعت عدن ومازالت تدفع إلى يومنا ثمن ذلك الصراع  من تطورها واستقرارها ومدنيتها وماعرف عنها من انها مدينة  تعايش الاجناس والاعراق والاديان والطوائف والمذاهب تحت مظلة سيادة النظام والقانون ، هكذا أرادوا تغيير وجه عدن الجميل التي عرفت فيه أمام العالم ولكن هيهات ،،،،، وتلك هي معاناة عدن أرض وشعب وهوية مع محيطها الجغرافي، فهل آن الأوان لتصحيح الوضع ورفع قبضة الظلم والبغي والطغيان المفروضة على عدن من محيطها الجغرافي ? . 

عبدالكريم الدالي