آخر تحديث :الإثنين-31 مارس 2025-02:18ص

آراء

الحقيقة الكاملة لاجتماع الحوثي مع المنظمات الدولية والأممية

الجمعة - 16 أغسطس 2024 - الساعة 08:52 م

بقلم: علي عبدالإله سلام
- ارشيف الكاتب

قبل ثلاثة أشهر طُلب من المنظمات الدولية والأممية من قبل الحوثيين إجتماع يحضر فيه كل موظفيهم سواءا كانوا محليين أو أجانب ومن ذلك الوقت إلى الآن تم منع كافة الموظفين من السفر الجهة الوحيدة التي فاوضت الحوثيين على التعسف الحاصل من قبلهم تجاه موظفي المنظمات كانت اللجنة الدولية للصليب الأحمر ..كما فاوضتهم عن سلامة الموظفين الذين سيحضرون هذا الإجتماع وانتهى الأمر أن الإجتماع سيكون توضيحي وتوعوي للجميع!
وقبل أسبوع من الآن تم إعلان توقيت الآجتماع وتم تقسيم المنظمات على ثلاثة أيام بسبب عدد الموظفين الذين يزيد عددهم عن ٢٠٠٠ موظف.
- ٧ أغسطس حضر فيها ٩ منظمات
- ٨ أغسطس حضر فيها منظمتين
- ١٠ أغسطس سيحضر فيها ٦ منظمات
تم نقل المدعويين من أماكن عملهم بحماية خاصة وسرية من قبل الحوثيين إلى مكان غير معلوم يقال أنه مبنى خاص لرجل أعمال يساند الحوثيين وله علاقة خاصة بالتحالف العربي..
قبل عقد الإجتماع اشترطت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن يدخل المدعوين بدون أي شروط تفرض عليهم وهذا ماتم وتم السماح للمدعويين بالدخول بمقارنة هوياتهم اليمنية والأجنبية.. كان للقاعة مدخلين مدخل خاص بالرجال والآخر للنساء حيث يقف على الباب طفل لا يتعدى ال١٨ عاما على كتفه قطعة (سلاح آلي) يُعتقد بأنه نوع من أنواع (الشكمنزا) يتم إجبار الحاضرين بتسليم هواتفهم المحمولة وأي أجهزة إلكترونية خاصة بهم.
في البداية تم تلاوة القرآن الكريم على الحاضرين وتم ترديد الصرخة بعد تلاوة القرآن من قبل الحوثيين في قاعة الإجتماع وهو ما لاقى رفض كبير من الحاضرين ممثلي المنظمات...
بدأ المتحدثين بالتهكم على المنظمات الدولية والأممية مدعيين أنها تنشر الرذيلة وبعيدة كل البعد عن العمل الإنساني وأشاروا إلى زملاءهم المخفيين قسرا بعدم ذكرهم لأنهم سببوا في هدم القيم الإخلاقية وكانوا سببًا في إخلال الأمن القومي. وطالب الحوثيين من الحاضرين بأن يصدروا بيان يؤيد ما قامت به المليشيات ضد زملاءهم وهو ما قوبل بالرفض التام.
أكد الحوثيين بعد ذلك أنه في الأيام القليلة سيتم نشر فيديوهات ممنتجة لإعترافات زملاؤهم مؤكدين أنهم موظفين أممين (الجميع يمنيين) وهناك اثنان معتقلين من الأجانب يعتقد انهم (واحد فرنسي والآخر بريطاني).
بعد ذلك تم فتح مجال للأسئلة:
- طلب الموظفين الأجانب من الخوثيين بزيارة المعتقلين لكي يطمئنوا أهاليهم بعد غياب طال ال٦٠ يومًا ولكم قوبلت اقتراحاتهم بالرفض وأن ذلك ليس من اختصاصهم.
- تم إثارة موضوع (السفر بمحرم) من قبل الموظفات اليمنيات مما يعرقل ذلك عملهن في التنقل ..لكن إجابة الحوثيين كانت صادمة لهن بأن ذلك ليست من شريعتنا السموحة مؤكدين أن المرأة بالإسلام ضرورة سفرها بمحرم وأن الموافقة الخطية من قبل ولي أمرها ستكون مرفوضة.
بعد ذلك طُلب من الموظفين الأجانب أن يخرجوا بمسيرة تضامن مع ما يحدث في غزة كجس نبض وماهي ستكون ردودهم لكن لم يعطوهم أي إجابة وأي مستجدات سيتم إرسالها بخطاب رسمي للحوثيين..
ومن ثم قامت واحدة من الحاضرات ويبدو أن لهجتها تنتمي إلى (وسط اليمن) طلبت من الحوثيين إيقاف إي حملة تشويه سمعة توجه ضد زملاءها المعتقلين وأن إحدى القنوات الحوثية شوهت سمعتهم لكن رد الحوثيين بشكل مفاجئ أنكم كممثلين للمنظمات تؤمنون بالديمقراطية وحرية الرأي وعند الحديث على زملاءكم وفضح حقيقتهم يتم إدانة ذلك..
بعد إثارة هذه النقطة زاد توتر الجميع وكانوا منتظرين متى ينتهي هذا الإجتماع بفارغ الصبر.
- في نفس الإجتماع كانت هناك صورة واضحة قُدمت لموظفات (النساء) المنظمات الأممية والدولية والمؤسسات المحلية بأن لا مجال لهن في هذه الوظائف وأن البديل موجود وهذا بسبب القيود التي وضعها الحوثي على المنظمات منها أن من المستحيل سفرهن من غير محرم سواء داخل اليمن وخارجها وأن الموافقة الخطية مرفوضة وهذا بالطبع يزيد من
تكاليف المنظمة في حالة انضمام محرم للموظفة في حالة سفرها بغرض العمل.. كانت هناك لغة سوقية بالرد على الموظفات بتقدير أن وجودهن ليس بالضرورة والواجب أن يكونوا في منازلهن بقصد الخلفة أو خدمة البيت والزوج لا غير.
- هذا الابتزاز ليس بجديد على المنظمات فهناك اشتراطات في التوظيف والواضح أن فئة الرجال أكثر انتشارا في المواقع الوظيفية منذ أن سيطر الحوثي في هذه المناطق والبعض تم توظيفة بتوصية من هيئة ال(سكمشا) بدون أدنى كفاءة أو استحقاق لهذه المواقع الوظيفية..
- أستكمل المتحدثين إتهامهم لأنشطة المنظمات وإنكار أي تنمية حدثت منذ تدخلها في اليمن. أحد المتحدثين رفع صوته بعنجهية وكان بيده بعض أوراق يشير إليها وقال (هناك شروط كثيرة موقعة بين اليمن ومنظمات الأمم المتحدة ولا يتم الإلتزام بها من قبلكم ونحن عارفين ذلك من زمان ولكن كنا نتغاضى بسبب وضع الناس وحاجتهم وسيكون هناك رقابة مشددة عليكم من الآن وفي حالة أن الميزانية لاتناسب الانشطة سيتم رفض المشروع ولا يهمنا اذا كان في ناس بتستفيد أو لا).
- قام متحدث حوثي أخر وأمسك بيد زميله وناداه (ياعزي قلهم لو في واحد فكر و نشر عن هذا الإجتماع سيكون مصيره جنب الأولين ويقصد هنا "المخفيين قسرًا" منذ السادس من يونيو هذا العام).
ثم واصل الحديث (أجهزة الأمن والمخابرات لم تكمل عملها إلى الآن وهناك أشخاص مشكوك في وطنيتهم ونحن سنراقب كل شيء وكل تطبيقات التواصل الاجتماعي بحذافيرها وفي حالة هناك أحد يريد التبليغ على شخص لديه أنشطه مشبوهة ما عليه إلا الإتصال على هذا الرقم المجاني ١٠٠ ونحن سنوفر له الحماية الكاملة .. وبعدها ضرب على طاولة الإجتماع وقال اهم شيء سيادة البلد).
- في الإجتماع الأخير للمنظمات الأممية والدولية الذي عُقد أمس الموافق ١٠ أغسطس غاب الكثير من الموظفين اليمنيين وكان الحضور كثيراً من قبل الموظفين الأجانب
ومن المنظمات الأممية والدولية التي حضرت هي
١- المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين
٢- مركز الأمم المتحدة للإعلام UNIC
٣- مكتب الأمم المتحدة لخدمات المشروعات UNOPS
٤- مفوضيّة الأمم المتّحدة لحقوق الإنسان OHCHR
٥- هيئة الأمم المتحدة للمرأة UNWOMEN
٦- منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة UNESCO
٧- المجلس النرويجي للاجئين
٨- أطباء بلاحدود البلجيكية
٩- منظمة الإغاثة الإسلامية
١٠- ممثلين عن الصليب الأحمر
وبعض منظمات يصعب ذكرها لحساسية موقفهم في الوقت الحالي...
بدأ الإجتماع مثيل الاجتماعات السابقة بقراءة آيات من القرآن الكريم ومن ثم ترديد الصرخة من خلال المسؤولين عن الإجتماع..
بدأ الإجتماع بتهم للحاضرين أنه تم تسريب معلومات لهذه الاجتماعات وهذا لا يهمنا بدرجة رئيسية لأنه ما نعمله هو لمصلحة الوطن والمواطن ونحن الآن في حرب دولية يُراد من خلالكم ويقصد (المنظمات) تمرير أجندات خبيثة تضر بسيادة الوطن.
أستكمل الخوثي حديثه أن كثير من الأنشطة لاتمر عبرنا وهذا يعتبر إنتهاك بحد ذاته .. رفع أحد الأجانب يده لمعرفة ماهي هذه الأنشطة ويبدو أنه من دول أوروبا الشرقية ويتقن العربية (بلهجة شامية) حسب خبرته العملية التي قضاها في العراق وسوريا..
أجاب المتحدث الخوثي.. أن التقييمات الميدانية للمشاريع تحدث يدون علمنا وبدون أي تنسيقات لكن القاعة اكتظت بالتساؤلات أنه من المستحيل زيارة أي مكان دون التنسيق مع (سكمشا) وهذا اختصار لمجلس تم انشاءه الحوثيين في العام ٢٠١٨ لغرض إدارة الشؤون الإنسانية ليقضي على مهام الوزارات في مناطق الحوثي.
صاح أحدهم وقال أهدأوا وخلونا نرتب النقاش ونفتح صفحة جديدة .. رفع أحدهم وقال ..هناك تمييز في التعامل مع المنظمات فهناك منظمات تعمل ليل نهار قي رصد انتهاكات قد تكون فردية ويتم نسبها إليكم ومع ذلك مكاتبهم مفتوحة ولم يشر لهم أصابع الإتهام وهناك صمت مريب وعلامة استفهام كبيرة..
رد المتحدث الحوثي.. أولا هذا مش عملنا وأجهزة الاستخبارات ستقوم بالواجب ومن ثم أنت هكذا بتتهمنا اننا عدوانيين ..
قال موظف المنظمة الدولية .. أنا قلت تصرفات فردية ولم أنسبها لكم..
ظل الموظف خايف إلى نهاية الإجتماع..
- أكد المتحدث الحوثي أن اجراءات التوظيف يجب أن تكون للذكور لمروة الحركة وتجنب أي احراج قد تصادفه الإناث وقت حركتهم وتنقلاتهم عند طلب (محرم) للمرافقة.
اختتم المتحدث الحوثي عن التغاضي للمشاريع المقدمة بدون ميزانية لفترات طويلة لكي لانطلع على المبالغ التي ستصرف وهذا الإجراء سيكون صارم في أي مشروع سيتم تنفيذه قريباً.
- هذا الابتزاز ليس بجديد على المنظمات فهناك اشتراطات في التوظيف والواضح أن فئة الرجال أكثر انتشارا في المواقع الوظيفية منذ أن سيطر الحوثي في هذه المناطق والبعض تم توظيفة بتوصية من هيئة ال(سكمشا) بدون أدنى كفاءة أو استحقاق لهذه المواقع الوظيفية..
قال لي المصدر .. كان إجتماع بوليسي بكل ما تعنيه الكلمة...
#ملحوظة/ البعض نفذ بجلده من خلال هروبه إلى عدن والبعض تم القبض عليه في النقاط العسكرية في الطريق المؤدي إلى تعز...