آخر تحديث :السبت-21 ديسمبر 2024-05:49م

الحوثيون واستبعاد القيادات المؤتمرية من السلطة .

الخميس - 15 أغسطس 2024 - الساعة 07:21 ص
محمد ألحربي

بقلم: محمد ألحربي
- ارشيف الكاتب


منذ سيطرة الحوثيين على العاصمة صنعاء في عام 2014، عملوا على إعادة تشكيل النظام السياسي وفقاً لرؤيتهم الخاصة، وذلك عبر استبعاد أو تحجيم دور القيادات المؤتمرية (حزب المؤتمر الشعبي العام) التي كانت تشكل عماد السلطة السابقة. استبدل الحوثيون هذه القيادات بعناصر جنوبية، في خطوة قد تبدو للبعض غير مفهومة، إلا أنها تتماشى مع استراتيجية الحوثيين للحفاظ على السيطرة وتعزيز شرعيتهم المزعومة.

*أسباب استبعاد القيادات المؤتمرية*

يشكل استبعاد القيادات المؤتمرية جزءاً من جهود الحوثيين للسيطرة المطلقة على السلطة. فهذه القيادات لها تاريخ طويل في الحكم ولديها علاقات واسعة داخل اليمن وخارجه، مما يجعلها قادرة على تشكيل تهديد حقيقي لسيطرة الحوثيين إذا لم يتم تحجيم دورها.

العديد من قيادات المؤتمر لديهم قاعدة شعبية عريضة، وقد يشكلون منافساً قوياً إذا ما تم تركهم داخل هيكل السلطة. لذا يعتبر الحوثيون استبعادهم ضرورة لضمان عدم وجود معارضة قوية داخل النظام.

*لماذا يحرص الحوثي على وجود جنوبيين في حكومته؟*

تعتبر العناصر الجنوبية في حكومتهم هدفاً سهلاً للسيطرة والتطويع. ففي ظل الوضع المعقد في الجنوب وتعدد القوى هناك، تكون هذه الشخصيات غالباً بدون قاعدة دعم قوية في صنعاء، مما يجعلها أكثر عرضة للتلاعب والتهديد.

وجود قيادات جنوبية في حكومة الحوثيين يعطيهم فرصة لتعزيز الادعاء بأنهم يمثلون اليمن ككل وليس فقط جزءاً منه. هذا الأمر يعتبر أساسياً لمحاولاتهم تعزيز صورتهم كحكومة وطنية تمثل جميع أبناء الشعب اليمني.

من خلال جذب بعض الشخصيات الجنوبية إلى صفهم، يسعى الحوثيون إلى إحداث شقوق في الصف الجنوبي المتماسك. هذه الخطوة تهدف إلى إضعاف الوحدة الجنوبية وتشتيت الجهود المبذولة لتحقيق أهداف الجنوب، سواء كانت تلك الأهداف استقلالية أو إصلاحية.

كذلك تعيين قيادات جنوبية في مناصب رفيعة يساهم في تقليل الضغط على الحوثيين من خلال إضعاف المعارضة الشمالية، حيث يمكن أن يؤدي ذلك إلى تخفيف حدة الصراع بين مختلف الفصائل الشمالية.


وأخيراً.. الحوثيون يدركون أهمية استبعاد القيادات المؤتمرية، ليس فقط لضمان السيطرة المطلقة على السلطة، بل أيضاً لتقليل المخاطر التي قد تترتب على وجود منافسين أقوياء داخل الحكومة. وفي المقابل، يحرصون على إدخال عناصر جنوبية في حكومتهم لعدة أسباب تتراوح بين السهولة في السيطرة عليها، وتعزيز الشرعية المزعومة، ومحاولة تفتيت الوحدة الجنوبية.