آخر تحديث :الأحد-22 ديسمبر 2024-02:37م

شيء ما من طفولتي انكسر..

الأحد - 11 أغسطس 2024 - الساعة 11:50 ص
محمد علي العولقي

بقلم: محمد علي العولقي
- ارشيف الكاتب


شيء ما من طفولتي انكسر..
شيء ما من ذلك العالم الذي يسكن أحشائي ولى وراح..
شيء ما في دورتي الدموية توقف عن النبض..
مجلة ماجد..حليبنا الأسبوعي كامل الدسم الذي لا يخلف موعدا.. إشراقة كل أربعاء..نبع الروح..منها تشكل وعينا صغارا..ومنها تعلمنا وتخرجنا..كبرنا وهرمنا وشخنا وماجد لازال ذلك الطفل الذي يتغذى على ذكريات طفولتنا..
مجلة ماجد..واحدة من أعظم وأنجح المجلات العالمية التي لا يجد الأب والام حرجا في تواجدها كعنصر من عناصر الأسرة لاغنى لنا عنها..
ماجد..كان أخانا الذي لا يكبر..الدلال له..والانتظار له.. واللهفة له..والشغف المبلل بنداء صباح كل أربعاء له..كان لنا..وكنا له..
ماجد اليوم..تيتم..مات والده الذي منحه كل شيء طوال أكثر من ثلاثين عاما..
الدكتور أحمد عمر..مؤسس مجلة ماجد..رحل عن دنيانا الفانية..لكنه غرس في عقولنا وفي كل بيت ثقافة ماجد.. أخلاق ماجد..وعي ماجد.. أدب وسلوك وذكاء ووقار ماجد..
بكيت على والدي عندما رحل عنا غيلة..
واليوم ابكي أبا آخر تغلغل وتوغل في وجداننا..وجهنا..علمنا..كان دائما يضيء لنا الطريق أسبوعيا ويمنحنا إكسير الحياة..
اليوم فقط..شعرت أنني شخت وهرمت..وفقدت ذلك الصدر الذي تعلمنا منه كيف نكون مؤثرين خلقا وسلوكا في مجتمعنا مثل ماجد..
ودعا دكتور أحمد عمر..
وداعا لذلك الفرقد السامر ضياء في قلوبنا..
الله يرحمه ويغفر له ويسكنه فسيح جناته..ولنا ولأسرة مجلة ماجد الصبر والسلوان.. إنا لله وإنا إليه راجعون..

محمد العولقي