من الطبيعي جدا
أن يتم تعيين السنوار رئيسا لحركة المقاومة الإسلامية حماس بعد اغتيال الرئيس السابق إسماعيل هنية في الأراضي الإيرانية على يد الإسرائيليين ويحمل تعيين السنوار عدداً من الرسائل المهمة من قبل حركة حماس إلى العدو الإسرائيلي وإلى المنطقة، ولعل أبرزها أن الحركة لا تزال متمسكة بالخيار العسكري مع العدو الصهيوني كخيار حتمي، وأنها لا تزال قادرة على مواجهة العدوان الإسرائيلي والصمود طويلاً في وجه هذا العدوان الغاشم، وأن الحرب التي يشنها العدو الإسرائيلي لم تحقق أياً من أهدافها.
الرسالة الثانية هي أن المقاومة الفلسطينية رفضت السلام المشروط مع الكيان الصهيوني وأحبطت أي حوار أو جهود تبذلها بعض الدول العربية لتبادل الأسرى مع الكيان الصهيوني، حيث ترى الحركة أن تبادل الأسرى لا يلبي تطلعات وآمال الشعب الفلسطيني أو يمهد الطريق لاقامة دولة فلسطينية أمر غير مقبول في الوقت الحاضر بعد التضحيات الهائلة التي قدمها الشعب الفلسلطيني .
الرسالة الثالثة هي أن القرار هو قرار المقاتلين على الأرض. إذا كانت إسرائيل تريد السلام فعليها أن تبحث عنه في أنفاق غزة، وأن إسرائيل باغتيال إسماعيل هنية أنهت آمال السلام ويعتبر الشهيدة إسماعيل هنية رحمه الله رجلاً دبلوماسياً، على عكس السنوار، الرجل الأكثر عداءً للكيان الصهيوني والمسؤول الأول عن عملية 7 أكتوبر
وعمل إسماعيل هنية خلال السنوات الماضية على جمع الحركة في دول الشتات، وحشد الدعم المالي وإعادة الإعمار، وصياغة سلام مقبول مع الجانب الصهيوني، لكن يبدو أن العدو الصهيوني يريد باغتيال هنية مواصلة الحرب على قطاع غزة، وهذا هو ما فهمته حركة المقاومة. وبادرت حماس بتعيين السنوار، الذي يعتبر استمرار الطوفان وعودة الحرب إلى المربع الأول، باعتبار السنوار هداف قوات الاحتلال الإسرائيلي ويعتبر الرجل عنوان "الصقورية" داخل حماس، وأحد أكثر عناصرها حدة تجاه الاحتلال، وأشدها عنادا وأقواها مراسا، وفق ما يصفه به الإعلام الإسرائيلي، والدوائر الأمنية التي رافقته على غير الود والتقدير في سنوات الاعتقال رسالة الإجماع: حيث أكدت حماس أن قرار استخلاف السنوار على المكتب السياسي بعد هنية اتخذ بالإجماع، وهو ما يناقض الآمال الإسرائيلية بإحداث شرخ بين قيادات الحركة الأكثر إثارة لغضب إسرائيل، والأكثر قدرة على زيادة الغضب والألم في صفوف القيادات والمؤسسات والشعب الإسرائيلي، وهو ما يعني أن محاولات دق الإسفين التي راهنت عليها تل أبيب قد أتت بعكس ما أريد منها.
استمرار رمزية الطوفان: حيث يرتبط اسم السنوار بشكل خاص بطوفان الأقصى، كما يمثل أيضا عنوانا لإخفاقات بإسرائيل في دعواها المتواصلة بتصفية قادة الحركة والوصول إليهم، وهو ما يعني أن حماس قررت مزيدا من إثارة القلق والغضب لدى الاحتلال، وأكدت أيضا استمرارها في السير قدما في خيار المواجهة العسكرية، رغم مضي 10 أشهر من الحرب المتواصلة على القطاع إعادة الشأن السياسي إلى الميدان: بعد أن ظل لسنوات طويلة، بيد المجموعة القيادية في الخارج، وهو ما يؤكد أن الأولوية الحالية هي للميدان، ولمواجهة العدوان عسكريا، بالتزامن مع مسار التفاوض الذي يبدو أنه وصل إلى طريق مسدود بفعل تعنت نتنياهو ورفضه المستمر لإنهاء الحرب وتقديم أي تنازلات...