آخر تحديث :السبت-21 سبتمبر 2024-05:58ص

بقلم: حسين احمد الكلدي
- ارشيف الكاتب

حسين احمد الكلدي

الندبة

الثلاثاء - 06 أغسطس 2024 - الساعة 02:50 م



الندبة التي قد يراها البعض انها صغيرة على جسد غيره من الناس فهي قد لاتعنيه ابدا حتى وان سمعه يئن ويراه يتألم فمن يرى غيره يتالم في الحقيقة هو لا يشعر بالمه ابدا مهما كان قربه منه فتلك الندبة الصغيرة لايرى ماتحتها من جراحها المثخن في العمق الغير ظاهر لا تكشف بالضرورة عن الحقيقة المؤلمة الكاملة لما يعانيه ذلك الإنسان من وجع وألم فهو وحده من يشعر بذلك الالم و فتلك الندبات الصغيرة تكون قد دمرت في العمق للأعضاء الداخلية من الأنسجة والأعصاب والشرايين ودمرت اجزاء من الجسم الداخلية بشكل مخيف لايصلح ترميمها ولا علاجها بسهولة لان الجراثيم التي تعيش وتنهش الجسم من الداخل قد اكلت كل شيء دون أن تُرى بالعين المجردة نتيجة الإهمال والجهل بالمشكلة وبعدم الكشف المبكر عن المرض الذي استفحل واستشرى في جسم المريض دون أن يظهر حقيقته المخيفة بشكل واضح وهذه القصة الحقيقية تعكس ما يحدث لوطني المريض اليوم فنحن نرى المنتفعين والعابثين الذين يدعون بالوطنية يهاجمونه من كل حدب وصوب، ويستأثرون بثرواته ومياهه وسمائه ويتم التفريط بارضه وبعرضه اكتُشِفنا متاخرين ان في داخل هذا الجسم سلالات غريبة من البكتيريا والأمراض المستعصية الخبيثة المتعفنة التي كانت يوماً ما نعتبرها سلالات حميدة ومسالمة تعيش بداخله وتتغذى على حساب غذاء ابناءه وعلى حساب أعضاء جسمه الاخرى وها هو الوطن الآن قد ظهر انه مرتع خصب لكل الجراثيم النائمة التي تأكل وتستبيح كل شيء دون استثناء. الوطن يعيش أسوأ حالاته واسواء المراحل والفترات الصعبة في تاريخه. حتى أبناؤه باتوا المتربصين في ضعفه المنتفعين يبيعونه بأبخس الأثمان، وبما يدفعه المشتري المهم أن البائع تقبض يداه ماتيسر من المال والجاه المزيف وما يستطيع الحصول عليه من أي طرف كان. وأصبح الكل مستعداً للبيع وللهدم وبأبشع صنوف الخيانة، غير مفكرين بما ستجنيه الأجيال القادمة من اعمالهم ومايقدمون عليه في هذه المرحلة الحالية الدنيئة المخيفة وكل هذا يحصل بسبب الجهل والأنانية وحب الذات ويعرف الجميع ان اللقمة التي تبحث عنها اليوم لايهمك من أين تحصل عليها وكيف ولكنها تسجل لحظة فارقة من الزمن في حياة المجتمع ككل الذي تعيش فيه وأنت جزء منه. فلا تسرف في تدمير وطنك، فأنت بذلك مسؤول عن الحاضر والمستقبل. لا تتنصل عن المبادىء والاخلاق فانت اليوم مطالب في الحفاظ على كل جميل كان ولا يزال جميلاً، حتى وإن عمية عيونك وسيطر عليك الجهل وظلماته وتاه عقلك وقلبك وسيطر عليك حب الذات والجشع.التي افقدتك الطريق وتناسيت طريق التضحيات التي سلكها أجدادك وآباؤك الأولون، الذين قدموا أرواحهم رخيصة فداء لهذا الوطن، هي الطريق نفسها التي حملوا اجدادك واباءك ارواحهم عليها نقية طاهرة رخيصة يجب ان تحافظ عليها وأن تتبعها. إن الوطن الذي تعيش فيه اليوم يعيش في مستنقع الأمراض والأوبئة الخبيثة التي تفتك بجسمه سواء من الداخل أو من الخارج دعوة كريمة توجهها لنفسك ولكل شريف لا يزال يحمل ذرة من نخوة وكرامة وعزة، بأن يقف في صف المخلصين المتبقين من ذلك الزمن الجميل زمن النخوة والرجولة والشجاعة والنزاهة. ليكونوا هم نواة صالحة في بناء الوطن من جديد كن انت واحدا منهم وكل من على هذه الارض الطيبة من رجال ونساء وأطفال من هذه الأمة المكلومة المغلوبة على أمرها كن من بقايا ذلك الرعيل الوفي لارضه المدافع عن عرضه نصيحة لكل شريف وصاحب مبادى لا تبيع أرضك ومستقبل أبنائك لأي كان مهما كان الثمن الذي تقبضه ويقدمه لك لتعيش حياة الذل والهوان ثمن حياة زائفة حقيرة . وتقضي بعدك الاجيال القادمة تدفع ثمنا باهضا ولهذا على كل أمرئ ان يُحافِظُ على وطنه وبهذا فإنه يحافظُ على شرفه وكرامته وقيمه ومستقبل الاجيال القادمة"الوطن هو الأم التي تحتضننا جميعا فلنكن أبناءً بررة بها.