آخر تحديث :الأحد-22 ديسمبر 2024-03:30ص

الحوثيين تدمير ممنهج لمحو هوية أمة

الإثنين - 05 أغسطس 2024 - الساعة 01:59 م
عبدالكريم صلاح.

بقلم: عبدالكريم صلاح.
- ارشيف الكاتب


منذ اشتعال الصراع في اليمن، ارتكب الحوثيون سلسلة من الممارسات التي تندرج تحت سياسات التلاعب والتخريب، مما جعلهم يتجاوزون حدود الصراع العسكري ليتغلغلوا في أعماق المجتمع ويؤثروا على كافة جوانب الحياة اليومية. يشتمل هذا التلاعب على استغلال التربية والتعليم، نشر الأفكار المتطرفة، وابتكار المناسبات الدينية لتوطيد حكمهم القائم على العنف والإرهاب.
في سياق فرض هيمنتهم على الأحياء والمدن، أقدم الحوثيون على تركيب مكبرات صوت في كل زاوية لنشر خطب الضال المدعو عبدالملك الحوثي. هذا الاستخدام المفرط للميكروفونات ليس إلا جزءًا من استراتيجيتهم لإزعاج السكان وتدمير سكينتهم. لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل تجاوز ذلك لفتح مكبرات الصوت قبل الفجر لبث التسبيح والتهليل بصوت مرتفع، رغم أن هذه الممارسات مشروعة إذا ما أُديت بالسر. فرضها بهذه الطريقة يؤثر سلبًا على راحة الناس ونومهم، ويزيد من توتر الأجواء في المجتمع.
سيطرة الحوثيين امتدت أيضًا إلى المساجد، التي تحولت إلى منابر لنشر أفكارهم السياسية والدينية المتطرفة تحت شعار "الولاية لعلي". هذا الاستغلال الديني لا يُشوه فقط المفاهيم الصحيحة، بل يعمق الانقسامات الاجتماعية ويزيد من شق المجتمع، مُهددًا تماسكه ووحدته.
وفيما يتعلق بالتربية والتعليم، يتجلى التلاعب الحوثي بأبشع صوره من خلال تحريف المناهج الدراسية لتتوافق مع أيديولوجيتهم، مما يؤدي إلى تضليل الطلاب وتشويه الحقائق التاريخية والدينية. هذا التلاعب يفسد عقول النشء، ويزرع فيهم أفكاراً متطرفة تتناقض مع قيم التسامح والتعايش السلمي، مما يهدد مستقبلهم ومجتمعهم.
التحريف لا يتوقف عند الكتب الدراسية فقط، بل يشمل أيضًا نشر ملازم الهالك حسين الحوثي وفق رؤية خرافات قم والنجف، وتدريسها في دوراتهم الخاصة. وهذا ليس إلا وسيلة لتلقين الطلاب والموظفين أفكارًا متطرفة وتعزيز الولاء لأيديولوجيتهم. يضاف إلى ذلك، اختلاق الحوثيين لمناسبات دينية مصطنعة، والتي تهدف إلى تجميع الناس في محافلهم، وبث أفكارهم المتطرفة، والترويج لمعتقداتهم الدينية والسياسية نفس خطى نظام الولي الفقيه في إيران.
علاوة على ذلك، يستغل الحوثيون الظروف السياسية المتغيرة، مثل الحرب في غزة، لإقامة مسرحيات ضخمة توهم الناس ببطولاتهم المزعومة. يهدفون من خلال هذه الاستعراضات إلى إقناع المجتمع الدولي بدعمهم وتعزيز صورتهم كقوة مقاومة، مما يخدم أجنداتهم في توطيد حكمهم القائم على العنف والإرهاب.
هذه السياسات الحوثية المدعومة من إيران تمثل تهديدًا حقيقيًا للملاحة الدولية وأمن الخليج واليمن.
بالنسبة لليمن تستهدف تخريب النسيج الاجتماعي وتعميق الانقسامات من خلال التلاعب بالمناهج التعليمية، استغلال المساجد والمناسبات الدينية، وخلق مسرحيات سياسية مضللة. وتغذية الصراعات بين القبائل.
اما الملاحة الدولية فقد حولت البحر الأحمر إلى ساحة حرب لهذا يتطلب التصدي لهذه الجماعة المدعومة من إيران والتحرك الجاد من المجتمع الدولي والإقليمي والمحلي لضمان حماية الأجيال القادمة في اليمن وضمان استقرار المنطقة. إن مواجهة هذا التلاعب والتخريب هو السبيل الوحيد لإعادة بناء مجتمع يمني متماسك، يرفض التطرف والعنف، ويؤمن بالسلام والتعايش.