آخر تحديث :الأحد-08 سبتمبر 2024-07:51ص


هل يقر الشرع اعدام حسين هرهرة؟

السبت - 27 يوليه 2024 - الساعة 04:05 م

منصور بلعيدي
بقلم: منصور بلعيدي
- ارشيف الكاتب


المتابع لواقعة قتل حسين هرهرة للطفلة حنين البكري -- رغم ما فيها من ألم جعلنا نشاطر أهلها الحزن -- يرى بوضوح ان حكم الاعدام بحق حسين هرهرة ربما يوافق نص القوانين الوضعية.. لكنه يخالف منطوق الشرع في القضاء..
لان ما ظهر من كاميرات المراقبة في ميدان الجريمة، يثبت بأن الجاني كان يتصرف بحماقه واندفاع ورعونة وتهور وعدم مبالاه وجميع هذة الالفاظ والاوصاف تنطبق على "القتل غير العمد"
كما لم توضح الكاميرا بانه تعمد البحث عن الفتاة وقتلها مع سبق الاصرار والترصد ، بل كان في حالة هيجان وغضب واضح جعله لا ينتبه لما بداخل السيارة إلا بعد ان وقعت الواقعة.

وكل الدلائل والمؤشرات تدل على القتل غير العمد ، والشريعة تشترط توفر القصد الجنائي بنية ازهاق روح المجني عليها بيقين وجزم واضح.

ولكن هذا لم يتوفر في حادثة قتل المجني عليها حنين البكري وبناء على ذلك فان عقوبة الاعدام بحق هرهرة لا يقرها الشرع في فهمنا.
لان الدليل الشرعي المستوجب للقصاص عندما يعتريه النقصان في القصد الجنائي يسقط القصاص ويستعاض عنه بعقوبة التعزيز بالحبس والدية والرسول (ص) يقول ( ادرأوا الحدود بالشبهات) فكيف وانعدام القصد الجنائي في هذه القضية.؟!
نعم ما فعله حسين هرهرة جريمة نكراء يستحق عليها العقاب الرادع ، مضافاً اليها عقوبة كسر غروره الارعن ومن حق البكري ان يدفع بذلك، لكن دون تغليب العاطفة على الحق، فهل الواقعة تستحق حكم الاعدام شرعاً؟!
وهنا مربط الفرس..!!

ما اظهرته الوقائع والاستدلالات هو ان الجاني لا يريد القتل العمد، بقدر ما كان يريد الاضرار بسيارة والد المجني عليها، مما يؤكد أن الواقعة ليست قتل عمد مباشر ولا حتى قتل عمدي احتمالي.

وانا هنا ادعو والد المجني عليها حنين البكري إلى الرجوع لأهل الاختصاص الشرعي من العلماء حتى يستوثق من الأمر ولا يكون مشاركاً في مخالفة شرعية عظيمة ( ازهاق روح) بحكم مخالف للشرع.

والله من وراء القصد،،،،